الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

للصدفة دور في حياته.. كيف أصبح الشيخ مصطفى إسماعيل قارئًا للقصر الملكي؟

الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل

كان الشيخ مصطفى إسماعيل، على موعد مع الحظ في منتصف عام 1943، فقد تغيب الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، عن إحياء حفل بمسجد سيدنا الإمام الحسين، فقرر الشيخ محمد الصيفي بصفته رئيس رابطة القراء، بتقديم الشيخ مصطفى إسماعيل، وأجلسه على أريكة القراء الشيخ محمد الصيفي.

رفض مسئولو المسجد باعتبار أن مصطفى إسماعيل ليس مُعتمدا من الإذاعة، فتعهد لهم الشيخ الصيفي بأن الموقف سيمر، وأن هذا الأمر على مسئوليته الخاصة.

الملك فاروق يستمع إلى الشيخ مصطفى إسماعيل

ويروي الباحث التاريخي وسيم عفيفي، في تصريحات قديمة بإحدى الصحف، أن مسئولي المسجد رضخوا، وقرأ الشيخ مصطفى سورة التحريم لمدة نصف ساعة بدأت من الساعة الثامنة حتى الثامنة والنصف وسط تفاعل من الجمهور والذين طلبوا منه الاستمرار في القراءة، فظل يقرأ بعد ذلك حتى انتصف الليل، وكان ذلك بداية تعرف جمهور القاهرة على صوت الشيخ مصطفى إسماعيل.

ومع بداية عام 1943، كان الملك فاروق يستمع للراديو صُدفة، واستمع لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل في الحفل الذي نقلته الإذاعة من مسجد سيدنا الإمام الحسين، فأعجب به وأصدر أمراً ملكياً بتكليفه ليكون قارئاً للقصر الملكي.

 

ويلفت «عفيفي» إلى أن الأمر كان مُتعبا لمحمد باشا سالم، السكرتير الخاص للملك، لأنه سيكون مسئولا عن الإلمام بأي معلومات من شأنها أن تتيح معرفة الشيخ مصطفى، فتوجه إلى الإذاعة فأخبره بعض القراء بأنه قارئ مجهول لا يعرفون عنه سوى اسمه، وهو عضو في رابطة القراء التي يترأسها الشيخ الصيفي.

وتوجه سالم إلى الشيخ محمد الصيفي الذي أخبره عن عنوانه، وبينما كان الشيخ يجلس بين أهله وأولاده بقرية ميت غزال، فوجئ بعمدة القرية ومأمور المركز يقتحمان عليه بيته ويسأله مأمور المركز بأسلوب استفزازي قائلاً: “أنت مصطفى إسماعيل؟” فقال: “نعم، ما الأمر؟”، فقال: "عليك أن تذهب غداً إلى القصر الملكي لمقابلة مراد باشا محسن، ناظر الخاصة الملكية بقصر عابدين"، فسأله الشيخ: “ولماذا؟”، قال: “لا أدري وعليك أن تنفذ الأوامر”.

سافر الشيخ مصطفى إسماعيل إلى القاهرة في صبيحة اليوم التالي، والتقى بناظر الخاصة الملكية الذي هنأه بتقدير الملك لصوته وموهبته، وأخبره بالأمر الملكي بتكليفه قارئاً للقصر لإحياء ليالي رمضان بقصري رأس التين والمنتزه بمدينة الإسكندرية.

من هو الشيخ مصطفى إسماعيل؟

ولد الشيخ مصطفى إسماعيل في محافظة الغربية، قرية ميت غزال، مركز السنطة، 17 يونيو 1905، وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، والتحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة.

أنهى الشيخ مصطفى إسماعيل تلاوة وتجويد القرآن الكريم ومراجعته على يد الشيخ إدريس فاخر، وعندما بلغ 16 عاما أتم تجويد القرآن وتلاواته بالقراءات العشر على يد الشيخ إدريس فاخر، واستمع إليه الشيح محمد رفعت وتوقع له مستقبلاً باهراً، واستمر مصطفى إسماعيل وأصبح قارئ القصر الملكي، كما جعله السادات قريبا منه، وتوفي عام 1978.