الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا قال الرسول عن الفقر.. وبمَ نصح للتغلب عليه؟ علي جمعة يوضح

علي جمعة
علي جمعة

ماذا قال رسول الله عن الفقر؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والمفتي السابق، من خلال خطبته للجمعة تحت عنوان:"وسائل مقاومة الفقر".

كيف نضع مناهج الحياة التي تقاوم الفقر؟ 

وقال علي جمعة : يحاول العالم الآن الدعوة للقضاء على الفقر، والإسلام قاوم الفقر المادي والمعنوي، وعلمنا رسول الله ﷺ كيف نضع مناهج الحياة التي تقاوم الفقر، وتحاصره، والتي تقاوم الشعور بالفقر أيضا، رسول الله ﷺ قاوم الفقر بالعمل فقد جاءه رجل يسأل فقال له: «أليس عندك شيء؟» قال: بلى يا رسول الله عندي ملحفة وكوب من حديد فقال: «ائتني بهما» الرجل كأنه مُعدَم ليس عنده إلا ملحفة، وعنده كوبٌ من حديد فزايد عليهما رسول الله ﷺ حتى باعهما بدرهمين، واشترى له قَدوم وحبل، وأعطاه القدوم والحبل، وقال: «اذهب فاحتطب فهذا خيرٌ من سؤال الناس»، ذهب الرجل فاحتطب وبارك الله في عمله، واغتنى.

وتابع: قاوم رسول الله ﷺ الفقر بالعمل، نهانا رسول الله ﷺ عن السؤال، وأمرنا بالجد في العمل وقال: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» رسول الله ﷺ يصافح رجلًا فيجد يده خشنة، فيقول وقد علم أن هذه الخشونة في يد الرجل جاءت من كثرة العمل والكد، فيقول له: «هذه يدٌ يحبها الله ورسوله» ﷺ، فأول ما نقاوم به الفقر العمل، لكن رأينا أن كل أحدٍ قد لا يستطيع أن يعمل فأمرنا رسول الله > بدفع ذلك فقال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جعان».

ولفت إلى أن رسول الله ﷺ فرض علينا الزكاة، وفرض حقًا في المال سوى الزكاة وهو الصدقة، وجعل الزكاة للفقراء والمساكين قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ} والفقير من كان يحتاج إلى عشرة ودخله ثلاثة أربعة، والمسكين من كان يحتاج إلى عشرة ودخله سبعة ثمانية، فقرر الله علينا أن الزكاة ليست للمعدمين فقط، بل لمن احتاج إلى شيءٍ حتى يصل به إلى حد الكفاف، أو الكفاية.

وأشار إلى أن الناس على ثلاثة أقسام: منهم من هو تحت حد الكفاف أو عليه، ومنهم من هو تحت حد الكفاية، ومنهم من هو تحت حد الكفاءة أو أعلى من ذلك وهم الأغنياء، ورسول الله ﷺ يعلمنا في هذا السياق والمقام فيقول: «المؤمن القوي خيرٌ وأحب عند الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير» ويقول: «اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى» ويقول: «من سأل الناس بلا حاجة جاء يوم القيامة وقد نُكت في وجهه نُكتةٌ سوداء، ولا يزال يُنكت في وجهه النكت السوداء حتى يأتي يوم القيامة وقد اسود وجهه من السؤال».

وشدد علي جمعة: قاوم الفقر بالعمل، وقاومه أيضًا بالتكافل الاجتماعي فشرع لنا الزكاة والصدقة، وشرع لنا الكفارات، وشرع لنا الوقف نأخذ من ريعه، ونرده لمناحي المجتمع المختلفة، شرع لنا رسول الله ﷺ في مقاومة الفقر العلم، فجعل العلم من وسائل مقاومة الفقر، رسول الله ﷺ يأتيه رجلٌ وهو يجلس في المسجد يعبد ربه فيقول: «من يعول هذا؟» قالوا: أخوه يعوله يا رسول الله، قال: «أخوه أعبد منه»، ولما جاءه رجلٌ يشكو أخاه سمع رسول الله يقول الحديث الأول فجاءه يشكو أخاه: يا رسول الله إن أخي يتعلم وأنا أقوم به، قال: «لعلك تُرزق بأخيك» فأجاز التفرغ للعلم، وأجاز الصرف عليه مع الحاجة والفاقة؛ لأن العلم لا يتم إلا بالتفرغ، والتخصص؛ ولذلك أمرنا أن ننفق في سبيل الله في العلم لا أن يتفرغ للعبادة، والعبادة مهمةٌ من المهمات، ولكن منها عمارة الأرض، فعمارة الأرض من العبادة.