الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعارفا في غارة جوية.. حكاية زكي طليمات مع زهرة العلا

زكي طليمات
زكي طليمات

مارس الفنان والمؤلف زكي طليمات الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فن الكتابة وفن التمثيل، فتعرف على أسرار الكلمة حتى أصبح أحد رواد المسرح المصري، وعرف بدور «الدوق آرثر» في فيلم «الناصر صلاح الدين»، وجمعته علاقات بالعديد من نجوم الفن، فضلا عن إكتشافه لعدد ليس بقليل من الممثلين، ومن بينهم «الفنانة زهرة العلا».

 

بداية معرفة زهرة العلا على زكي طليمات

روت الفنانة زهرة العلا حكايتها مع زكي طليمات، خلال حوار قديم معها نشر في مجلة «الكواكب»، وكان من أبرز التفاصيل التي تحدثت عنها قصة تعرفها على الفنان زكي طليمات في غارة جوية بمحافظة الإسكندرية.

قالت زهرة: « إنها تعرفت على زكي طليمات عندما كانت طفلة، فخلال أيام الحرب العالمية الثانية، وكانت دول المحور لها غارات شديدة مركزة فوق الإسكندرية، وفي تلك الفترة تصادف أن زارت الفرقة الحكومية الإسكندرية وقررت أن تقصر حفلاتها على (الماتينيه) نظرًا لما كان يسود المدينة من ظلام دامس سببه الحرب والخوف من الغارات، وذهبت لأشاهد مسرحية (الملك لير)، وكان المدير الفني للفرقة أيامها هو زكي طليمات، ولم يكد الستار ينسدل على الفصل الأول من المسرحية حتى ضربت صفارات الإنذار إيذانًا بغارة جوية، وتسارع الناس يهربون إلى المخابئ في خوف، بينما بقيت أنا أراقب الممثلين والممثلات وقد أصابهم ذعر شديد، وأذكر أنني صحت فيهم: (أنتم خايفين من إيه.. يلا مثلوا)».

وتابعت: «ولفت نظر زكي طليمات فاستدعاني وجلس معي يسألني عن اسمي ويستفسر عن سر وجودي بالمسرح وأين والدي ومثل هذه الأسئلة التي يسألها المرء لطفلة أثناء غارة جوية، إلا أنني أفلحت في أن أجعل زكي طليمات ينسى الغارة الجوية والقنابل المتفجرة، وزمجرة المدافع المضادة ويمضي ينصت إليَّ وأنا ألقي أبياتًا من الشعر التمثيلي وأقلد الكثير من الممثلين، وشعرت بإعجابه عندما ربت على كتفي قائلًا: (أرجو أن يكسبك الفن في المستقبل)».

وأكملت: «ومضت الأيام، وانتقلنا من الإسكندرية إلى القاهرة هربًا من الغارات الجوية، ثم آليت أن اتقدم إلى امتحان معهد التمثيل، خاصة بعد أن عرفت أن زكي طليمات هو مدير المعهد، وأمام لجنة الامتحان، وكان زكي طليمات أحد أعضائها، وألقيت نفس الشعر الذي ألقيته أمامه في الإسكندرية، كنت أظن أنها سوف تذكره بي، ولكن هذا لم يحدث».

وواصلت: «وانتظمت في الدراسة بالمعهد بعد نجاحي في امتحان القبول، وذات يوم سألني زكي طليمات إن كنت اشتغلت بالتمثيل من قبل، وكدت أذكره بلقائي الأول معه في الإسكندرية أثناء الغارة، إلا أن شيئًا منعني عن ذلك الحدث فنفيت انشغالي بالتمثيل».

واختتمت: «أيام حرب فلسطين حدثت غارة جوية على القاهرة، ولجأت إلى أحد المخابئ، وصورني أحد المصورين داخل المخبأ، وظهرت صورتي مبتسمة أثناء الغارة، ولم يلبث أن جائني أحد المخرجين يحمل المجلة بين يديه قائلًا إنه صمم على أن يعطيني دور البطولة في فيلمه القادم بعد أن شاهد صورتي التي التقطت لي أثناء الغارة، وكنت وجهًا جديدًا في الفيلم».

 

زكي طليمات أبو المسرح

بذل زكي طليمات جهودا كثيرة في سبيل المسرح المصري، وكان له فضل كبير في تأسيس معهد التمثيل الذي افتتح عام 1931، كما عمل مراقبًا للمسرح المدرسي من 1937 إلى 1952 ثم مديرًا للمسرح القومي من 1942 إلى 1952، وأيضًا عمل مديرًا عامًا للمسرح المصري الحديث، ومشرفًا فنيًا على فرقة البلدية في تونس من 1954 إلى 1957 ثم مشرفًا فنيًا على المسرح العربي في الكويت، لذا عرف بـ «أبو المسرح».

 

وخلال مسيرته الإبداعية؛ حاز زكي طليمات على عدة جوائز، ومن بينها جائزة التفوق المسرحي، ومنحه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية في الفنون عامي 1961، و1975.