الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصطفى درويش والحاجة بطة.. تخلى عنها أبناؤها وساعدها بهذه الطريقة حتى وفاتها

مصطفى درويش مع رجل
مصطفى درويش مع رجل مسن - حفل إفطار مؤسسة معا لإنقاذ إنسان

مصطفى درويش ابن بلد وجدع.. تصدر هذا الوصف النصيب الأكبر من نعي الفنان الراحل مصطفى درويش الذي توفي اليوم عن عمر يناهز 43 عاما، فعلى غير العادة لم يقتصر نعيه على ذكر أعماله الفنية فقط، لكن الكثير من الأعمال الخيرية التي نفذها طوال حياته دون علم المقربين منه، ومن بينهم سيدة مُشردة تأثر بها.

مصطفى درويش والحاجة بطة

تميز الفنان الراحل مصطفى درويش بشخصيته الطيبة وحبه للخير والعطاء، حيث كان يعمل على تنفيذ العديد من الأعمال الخيرية طوال حياته. ومن بين هذه الأعمال كان اهتمامه الكبير بالمشردين والفقراء، حيث كان يسعى جاهداً لإيجاد مأوى لهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.

الحاجة بطة، واحدة من الشخصيات التي تأثر بها، مرة عندما قابلها لأول مرة في الشارع تنام بجوار القطط على الأرصفة، والأخرى عند علمه برحيلها قبل أيام.

وعن قصة الحاجة بطة، كان قد عثر عليها نائمة في الشارع، بدون مأوى، وبعدما تحدث معها اتضح أن ابناؤها تخلوا عنها لتجد الشارع المكان الوحيد الذي تفترشه.

لم تذهب صورتها من ذهنه، “ست جميلة زي أمهاتنا كلنا” كما قال في حوار سابق، فنشر قصتها عبر حسابه الشخصي املا في توفير حياة كريمة لها قبل 5 أعوام، وتواصلت معه مؤسسة خيرية ونقلتها للبقاء معهم، وظل متابعا لها هناك.

مصطفى درويش ومساعدة المشردين

لم تقتصر مساعدته للحاجة بطة فقط، حيث عثر مرة أخرى على رجل مسن مُشردا في الشارع كان مُصابا بفرط الحركة، وبعدما نشر قصته تواصلت معه المؤسسة مجددا ونقلته للبقاء فيها وتوفير الرعاية له. 

خلال شهر رمضان الماضي تلقى الفنان الراحل مصطفى درويش دعوة للانضمام إلى حفل إفطار تنظمه الدار، وقال في مقطع فيديو نشره قبل يومين من رحيله: “أعرف المؤسسة قبل 4 سنوات، كنت قابلت راجل مسن في الشارع مريض ولما نزلت فييو فعلا جم نفس اليوم وأخدوه، وتاني مرة واحدة زي أمهاتنا ولادها سابوها في الشارع وأخدوها - الله يرحمها دلوقتي يعني”.

وقال عن الإفطار الذي قضاه في دار المشردين: “جيت انهاردة يوم معاهم وكان يوم حلو اوي وكنت جاي عشان الحاجة بطة ولما عرفت إنها توفت دي كانت أكتر حاجة زعلتني وقفلت لي اليوم والحكايات اللي سمعتها من الناس حاجة تفرح وبيحبوا الناس من قلبهم”.

مصطفى درويش.. حياة لمساعدة الغير

ويعتبر مصطفى درويش واحداً من أبرز الشخصيات الفنية التي نشطت في مجال العمل الخيري، حيث كان يستخدم شهرته الفنية لتسليط الضوء على قضايا المهمشين والفقراء والمحتاجين في المجتمع، والتي كانت تحظى بمتابعة واسعة من قبل الجماهير.

وعمل مصطفى درويش على توفير المأوى للمشردين والفقراء من خلال تأسيس مؤسسات خيرية تعنى بذلك، كما قام بالتبرع بجزء من أرباح أعماله الفنية لصالح هذه المؤسسات. وقد تميزت هذه المؤسسات بتقديم الدعم المالي والمعنوي للمحتاجين والمشردين، وتوفير الخدمات الأساسية لهم، مثل السكن والغذاء والملابس والرعاية الصحية.

وحرص الفنان الراحل على تنظيم الحملات الدعائية لجذب الاهتمام والمساعدة من الجمهور لهذه المؤسسات، وذلك من خلال تشجيع النجوم والمشاهير على المشاركة في هذه الحملات والتبرعات.

ومن بين التعليقات على أعمال الخير التي نفذها: “تبقى الأعمال الخيرية التي نفذها مصطفى درويش خلال حياته تذكيراً بأهمية العمل الخيري والعطاء، وأن الفنانين والمشاهير يمكنهم أن يكونوا أصواتاً قوية في نشر الوعي والتوعية بحقوق المحتاجين والمهمشين في المجتمع”.