الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تقبيل المصحف ووضعه على الصدور بدعة ؟

علي جمعة
علي جمعة

تلقى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، سؤالا من سائل يقول " هل تقبيل المصحف ووضعه على الصدور بدعة؟".

وأجاب جمعة خلال لقائه على فضائية " سي بي سي" أنه لم يكن من عادة النبي، لأن زمن النبي لم يكن هناك مصحف، ومفهوم البدعة هنا خطأ ولا نلتفت إلى ذلك.

وتابع: تقبيل المصحف تعبير عن تعظيمه وتقديسه، كما يُقبِّل الإنسان الحجر الأسود تعظيمًا له، ولذا لا بأس في أن يقبل المسلم المصحف الشريف.

تقبيل المصحف
قالت دار الإفتاء، إن العلماء أجازوا تقبيل المصحف الشريف تعظيمًا لشأنه، وتقديرًا لحرمته، فهو كتاب الله تعالى والمعجزة الكبرى لسيدنا رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم-، مؤكدة أن تقبيل المصحف جائز ولا حرج فيه.

وأضافت الإفتاء فى فتوى لها، أن الحصكفي الحنفي قال في "الدر المختار" (6/ 384): "وَفِي الْقُنْيَةِ فِي بَابِ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْمَقَابِرِ: تَقْبِيلُ الْمُصْحَفِ، قِيلَ: بِدْعَةٌ؛ لَكِنْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ الْمُصْحَفَ كُلَّ غَدَاةٍ وَيُقَبِّلُهُ وَيَقُولُ: عَهْدُ رَبِّي وَمَنْشُورُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَ عُثْمَانُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يُقَبِّلُ الْمُصْحَفَ وَيَمْسَحُهُ عَلَى وَجْهِهِ".

وأوضحت أن ابن حجر الهيتمي الشافعي قال في "تحفة المحتاج في شرح المنهاج" (1/ 155): "وَاسْتَدَلَّ السُّبْكِيُّ عَلَى جَوَازِ تَقْبِيلِ الْمُصْحَفِ بِالْقِيَاسِ عَلَى تَقْبِيلِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَيَدِ الْعَالِمِ وَالصَّالِحِ وَالْوَالِدِ؛ إذْ مِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُمْ"، وقال البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (1/ 137): "(وَيُبَاحُ تَقْبِيلُهُ) قَالَ النَّوَوِيُّ فِي التِّبْيَانِ: رَوَيْنَا فِي مُسْنَدِ الدَّارِمِيِّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ كَانَ يَضَعُ الْمُصْحَفَ عَلَى وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: كِتَابُ رَبِّي، كِتَابُ رَبِّي".

حكم القراءة من المصحف في صلاة الليل
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إنه يجوز القراءة من المصحف فى صلاة الليل، وصلاة الفريضة أيضًا.

وأوضح « جمعة» فى إجابته عن سؤال: «هل تجوز القراءة من المصحف في صلاة الليل؟» أن المقصود هو: أن يقرأ كتاب الله فى هذه الصلوات، وأن يستفيد من كلام ربه-عز وجل-؛ وكونه يقرأه من المصحف فلا حرج في ذلك، مستشهدًا بما ورد أن «عائشة - رضي الله عنه - كان يصلي بها مولاها ذكوان في رمضان من المصحف يقرأ منه »، مضيفًا: ثم الأصل جواز ذلك وليس مع من منع حجة.

وتابع: إن الأفضل أن يضع المصحف على كرسي مرتفع يكون حول المصلي يضعه عليه، فإذا قام من السجود أخذه لا يضعه في الأرض؛ لأن احترامه متعين فإذا تيسر كرسي أو شيء مرتفع وضعه عليه، أما إذا لم يتيسر شيء من هذا، فلا بأس أن يضعه على الأرض النظيفة الطيبة.