الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحر والأزمات السياسية والاقتصادية يشعلون أوروبا.. بريطانيا وفرنسا الأكثر معاناة وتوجعا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعاني عدة دول أوروبية من تفاقم الأزمات، سواء البيئية أو السياسية أو الاقتصادية، التي أدت إلى حالة من الارتباك داخل هذه الدول، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى روسيا وأوكرانيا اللذان يعيشان حالة من التوتر بسبب الحرب المندلعة بينهما، منذ أكثر من عام ونصف.

بريطانيا تسجل أعلى درجات حرارة 

وسجلت المملكة المتحدة أعلى درجات حرارة شهدتها البلاد في شهر يونيو منذ بدأت البلاد تسجيل درجات الحرارة عام 1884، حسبما أعلن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، مضيفا أن تغير المناخ الناتج عن عوامل بشرية يعني أن مثل هذه الحرارة غير المعتادة سوف تزداد تواترا خلال العقود القليلة المقبلة.

وبلغ متوسط درجة الحرارة خلال يونيو في المملكة المتحدة 15.8 درجة مئوية – بارنفاع بلغ 0.9 درجة مئوية مقارنة بأعلى درجة حرارة سجلت من قبل، والتي بلغت 14.9 درجة مئوية عامي 1940 و 1976، بحسب بيانات مؤقتة صدرت عن مكتب الأرصاد الجوية.

كما ترتفع درجات الحرارة في أوروبا بشكل أسرع من أي منطقة أخرى حول العالم، حيث إن العالم الآن يسعى للخروج من الاتفاقية التاريخية الموقعة منذ 30 عاما إلى اتفاقية تنفيذية، فهذه الاتفاقية التاريخية تمت بعد اجتماع قادة دول العالم والاتفاق على خفض درجة حرارة الكرة الأرضية وعدم الوصول إلى 2 درجة مئوية. 

مظاهرات وشغب ونهب في فرنسا 

وشهدت فرنسا خلال الأيام الأخيرة موجة احتجاجات كبيرة، حيث أقدم بعض المتظاهرين على الاعتداء على الحافلات وحرق نحو 1900 سيارة وصناديق القمامة ومحطات النقل العام، ونهب وسلب محلات تجارية ومصارف في مختلف أنحاء البلاد.

والسبب لهذه الاحتجاجات في فرنسا هو مقتل الفتى المراهق  الجزائري نائل  في مدينة نانتير على يد شرطي فرنسي،حيث شهدت المدن الفرنسية العديد من الاحتجاجات وأعمال الشغب رد فعل على هذه الواقعة، وتحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف ونهب في مدن فرنسية عدة، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.

موجة حرارة شديدة تشهدها أوروبا 

وحدث تفاقم ظاهرة التغير المناخي وما تحدثه من تحولات وتقلبات متطرفة تطال مجمل النظم المناخية والبيئية، ارتفعت درجة الحرارة في أوروبا بمقدار 2.3 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، أي بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي منذ الثمانينيات، بحسب الأمم المتحدة. 
وبينما ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 1.2 درجة مئوية بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أشار مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ بيتيري تالاس، إلى أن "أوروبا هي أكثر منطقة في العالم تشهد تسارُعا في ارتفاع درجات الحرارة". 

وحول مدى تأثر مصر بموجة الحرارة الشديدة التي تشهدها أوروبا،  قال وزير البيئة السابق الدكتور خالد فهمي، إن العالم الآن يسعى للخروج من الاتفاقية التاريخية الموقعة منذ 30 عاما إلى اتفاقية تنفيذية، فهذه الاتفاقية التاريخية تمت بعد اجتماع قادة دول العالم والاتفاق على خفض درجة حرارة الكرة الأرضية وعدم الوصول إلى 2 درجة مئوية.

وأشار فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد" - إلى أن العالم يتحرك على محورين (التكيف - التخفيف)، موضحا أن التكيف مع آثار التغيرات المناخية له نفس ذات الأهمية الخاصة بالتخفيف من التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات.

ولفت: أكدت اتفاقية باريس أن الحد الأدنى الذي تتلقاه الدول النامية يجب أن يكون 100 مليار دولار، مضيفاً أنه "تم الاتفاق على إلزامية كل دولة تحديث خططها و تقدم تقرير كل عامين عن موقفها من التخفيف والتكيف".

مقتل شاب جزائري الجنسية بفرنسا 

ومن ناحية أخرى، تشهد العاصمة الفرنسية باريس وعدة مدن أخرى منذ أيام أعمال عنف واحتجاجات اعتراضا علي مقتل شاب جزائري الجنسية يعيش في فرنسا علي يد شرطي بعد أن أظهرت لقطات فيديو قتل الشاب بطريقة وحشية علي يد الشرطي ، ما استدعي السلطات الفرنسية لتقوم بإعتقاله.

وتوفي الشاب نائل، البالغ من العمر 17 عاما أثناء فحص مروري الثلاثاء الماضي في ضاحية نانتير بباريس، عندما لم يمتثل لشرطة المرور.

بعدها قدم شرطي فرنسي الاعتذار لعائلة الفتى، بينما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجلس الوزراء للانعقاد.

نائل شاب جزائري الأصل، يبلغ من العمر 17 عاما، ويعمل في وظيفة توصيل وجبات في أحد مطاعم "البيتزا"، ووفقا لموقع "لا فو دو نورد" الفرنسي، أكد محاميه أنه كان محبوبا في الحي الذي يقطنه مع والدته، وقالت والدة الطفل في فيديو: "صباح الثلاثاء، أعطاني قبلة، وقال لي إنني أحبك، ثم خرج"، وأضافت: "بعد ساعة من خروجه، وصلني خبر أنه قتل على يد الشرطة"، وتأججت الاحتجاجات في باريس و قام المتظاهرون باستخدام الألعاب النارية و إحراق الممتلكات الخاصة .

تفاقم الدين العام في لبنان 

ومن جانبه، وقع صندوق النقد الدولي ارتفاع الدين العام في لبنان إلى 550% من الناتج المحلي الإجمالي، بحلول عام 2027، في حال استمر الوضع الحالي، مشيرا إلى أن الوضع الراهن في لبنان يشكل أكبر خطر.

وأظهر الصندوق، أن إجراءات الإصلاحات لم تتوافق مع التوقعات، وأن تأخير إعادة هيكلة القطاع المالي في لبنان أدى إلى فقدان المودعين 10 مليارات دولار، منذ عام 2020.
ووصف الصندوق وضع لبنان بأنه يواجه أزمة مالية ونقدية سيادية غير مسبوقة، حيث انكمش الاقتصاد بنسبة 40% منذ بداية الأزمة، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 98% من قيمتها، وشهد التضخم معدلات غير مسبوقة، وخسر المصرف المركزي ثلثي احتياطاته من النقد الأجنبي.

وأشار الصندوق، إلى أن الاقتصاد اللبناني شهد بعض الاستقرار في عام 2022، لكنه لا يزال يعاني من ركود حاد، وأن التدهور الكبير في سعر الصرف خلال الربع الأول من عام 2023، زاد دولرة النقد، وتسارعت نتيجة وتيرة التضخم لتصل إلى 270%، في أبريل الماضي.، وأوضح أن تنفيذ خطة شاملة للتعافي الاقتصادي بشكل حاسم سيساعد على تقليل الاختلالات بشكل تدريجي وثابت، ويشكل ركيزة مهمة للسياسات التي تهدف إلى استعادة الثقة وتسهيل العودة إلى مسار النمو. ولكنه أكد أن استمرار الوضع الحالي يشكل الخطر الأكبر، وأن مستويات الثقة ستظل منخفضة وسيزيد الدولار النقدي في الاقتصاد إذا تم تأجيل الإصلاحات، وسيستمر سعر الصرف في التراجع وستظل معدلات التضخم عالية، وسيزداد النشاط الاقتصادي في القطاعات غير الرسمية، ما سيجعل من الصعب جمع الإيرادات المالية العامة.

تأثير حرب أوكرانيا على الأوضاع

والجدير بالذكر، أن أثرت الحرب الروسية على الكثير من المجالات وتسببت في العديد من الازمات وأهمها أزمة الاقتصاد العالمي والتي أثرت على دخل الأسرة المصرية.

وخلصت دراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية  أثرت سلبا على دخل نحو 20 % من الأسر المصرية خلال الفترة من مايو إلى يوليو، وذلك بفعل مجموعة من التداعيات مثل التوقف عن العمل، خفض الأجور أو توقف مشروعات أو تراجع الطلب.

وأثرت الحرب الروسية الأوكرانية بالسلب على الطبقات المتواضعة حول العالم وليس فى مصر فقط بسبب شيئين، الأول ارتفاع أسعار الطاقة مما انعكس على أسعار السلع والخدمات الشيء الثانى هو التأثير على أسعار الحبوب التى تعد المنتج الغذائي الأساسي لجميع شعوب العالم، باعتبار أن أوكرانيا وروسيا تعدان أكبر مصدري الحبوب حول العالم.

وطلت تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على دول العالم كله بما فيهم دول صناعية كبرى، ودول عظمى ارتفع معدلات التضخم بها بشكل غير مسبوق منذ أكثر من 40 عاما، وليست مصر وحدها و أثرت على مستوى دخل الأفراد الأمر الذى أحدث نوع من الإضرابات والإعتصامات داخل دول عظمى والحكومات العالمية وقفت عاجزة ولم تتحرك بنفس التحركات التى إتخذتها الحكومة المصرية للتخفيف عن الشعب المصري . 

ويقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن انخفاض الأسعار وخاصة الغذائية مرتبطة بحدوث انفراجة في أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، و تحسن وتيرة الاقتصاد العالمي ومصر كجزء من هذا العالم ستشهد تحسنا ملموسا في أدائها الاقتصادي.

و أضاف  عبده- خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن هناك بعض الآراء تتجه نحو خفض الأسعار نهاية العام، و هذا من شأنه أن يعطي جرعة أمل و تفاؤل للمواطن الذي يعاني من ارتفاع الأسعار منذ فترة طويلة، و لكن هذا الانخفاض يرتبط بالاحداث العالمية، و التي هي المسؤول الأول من الأساس عن ارتفاعات الأسعار.