EN 
عند تصوير مجرة محددة تبعد ملايين السنين الضوئية، يوجد العديد من المجرات والنجوم في الطريق بين تلك المجرة والتلسكوب. ومع ذلك، يصل الضوء من تلك المجرة إلى التلسكوب بشكل ناجح.
ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، يرجع تفسير ذلك إلى خصائص التصميم الفريدة للتلسكوبات الفضائية والأرضية المستخدمة في الفلك. التلسكوبات مصممة بعناية لجمع أكبر قدر ممكن من الضوء الخافت القادم من الفضاء البعيد.
في حالة التلسكوبات الأرضية، يتم استخدام مرآة كبيرة لتركيز الضوء وتوجيهه نحو البؤرة. هذه المرآة الكبيرة تتجاوز حجم النجوم والمجرات في الطريق، مما يسمح للضوء بأن يمر فوقها دون حجبه.
أما التلسكوبات الفضائية، فهي تعمل خارج الغلاف الجوي للأرض، حيث لا يوجد تشتت للضوء بسبب الغلاف الجوي. هذا يسمح لها بتجميع الضوء بشكل أفضل وتجنب أي تداخل قد يحدث بين الضوء القادم من المجرة المحددة والأجسام الأخرى في المسار.
بالإضافة إلى ذلك، التلسكوبات تستخدم تقنيات متقدمة للتصوير ومعالجة الصور تسمح بفصل الإشارة الضوئية الرئيسية التي تأتي من المجرة المحددة عن أي ضوضاء قد تكون موجودة في الصورة.
وبفضل هذه العوامل المشتركة، يتمكن العلماء من تصوير المجرات البعيدة والنجوم والأجرام السماوية الأخرى بدقة ووضوح مع الحفاظ على جودة الصورة واستبعاد أي تأثير من الجسم الضوئي الآخر في الطريق.
بالإضافة إلى تصميم التلسكوب يلعب موقع التلسكوب أيضا دورًا في مقدار الضوء الذي يمكن أن يجمعه. فالتلسكوبات الموجودة في المراصد على ارتفاعات عالية مثل "مونا كيا" في هاواي قادرة على جمع ضوء أكثر من التلسكوبات الموجودة على ارتفاعات منخفضة وذلك لأن الغلاف الجوي على ارتفاعات عالية يكون أرق ويقل الغبار والتلوث الذي يحجب الضوء.
نتيجة لهذه العوامل فإن التلسكوبات قادرة على جمع ما يكفي من الضوء من الأجسام البعيدة على الرغم من أنها محاطة بمليارات النجوم والمجرات الأخرى هذا يسمح لنا برؤية الأجرام السماوية التي قد تكون خافته جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
