الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مساع عربية جديدة لوقف الصراع بأوكرانيا.. هل تنجح جهود السعودية؟

بن سلمان وزيلينسكي
بن سلمان وزيلينسكي

تتواصل الجهود الدولية ومن بينها العربية لإيجاد مخرج للأزمة الروسية الأوكرانية التي مر عليها أكثر من 17 شهرا دون ظهور بوادر للحل بعد فشل كل جهود الوساطة لتمسك كل طرف برؤيته وموقفه خاصة موسكو.

الحرب الروسية الأوكرانية

ولعبت الدول العربية من بينها المملكة العربية السعودية دورا كبيرا في الوساطة وتقريب وجهات النظر، بين روسيا وأوكرانيا، حيث أرسلت الدول العربية أكثر من وفد إلى كلتا الدولتين من أجل التهدئة وإنهاء الصراع الذي ترك أثارا سلبية على الجميع ولكن دون جدوى، لتعود الرياض من جديد وتفتح ذراعيها لمحادثاتك جديدة لتكون بادرة لتقريب وجهات النظر.


وأكد المجتمعون في مدينة جدة السعودية لبحث إرساء السلام في أوكرانيا، أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام.

وذكر البيان الختامي لاجتماع جدة، أن المشاركين اتفقوا على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام في أوكرانيا، كما أكدوا أهمية الاستفادة من المقترحات التي بحثها الاجتماع.

وجاء هذا الاجتماع استمرارا للجهود والمساع الحميدة للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، التي يبذلها في هذا الشأن منذ شهر مارس لعام 2022.

وعقد يوم السبت 5 أغسطس 2023، في جدة اجتماع لمستشاري الأمن الوطني وممثلين لأكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، برئاسة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان، معبربن عن شكرهم وتقديرهم لقيادة المملكة العربية السعودية للدعوة لهذا الاجتماع واستضافته.

وأشار إلى أن الدول والمنظمات التي شاركت في الاجتماع برئاسة المملكة العربية السعودية هي: جمهورية الأرجنتين، أستراليا، مملكة البحرين، جمهورية البرازيل الاتحادية، جمهورية بلغاريا، كندا، جمهورية تشيلي، جمهورية الصين الشعبية، جمهورية القمر المتحدة، جمهورية التشيك، مملكة الدنمارك، جمهورية مصر العربية، جمهورية إستونيا، المفوضية الأوروبية، المجلس الأوروبي، جمهورية فنلندا، الجمهورية الفرنسية، جمهورية ألمانيا الاتحادية، جمهورية الهند، جمهورية إندونيسيا، الجمهورية الإيطالية، اليابان، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الكويت، جمهورية لاتفيا، جمهورية ليتوانيا، هولندا، مملكة النرويج، جمهورية بولندا، دولة قطر، جمهورية كوريا، جمهورية رومانيا، جمهورية سلوفاكيا، جمهورية جنوب أفريقيا، مملكة إسبانيا، مملكة السويد، جمهورية تركيا، أوكرانيا، دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية.

وقف الصراع بأوكرانيا

ونوه البيان إلى أن المشاركين اتفقوا على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، معربين عن أهمية الاستفادة من الآراء والمقترحات الإيجابية التي تم بحثها في الاجتماع.

من جانبه قال أحمد سيد أحمد المحلل السياسي، إن اجتماع جدة لمناقشة الأزمة الروسية الأوكرانية يمثل خطوة مهمة في اختراق حالة الجمود السياسي في الصراع في ظل استمرار الوضع منذ 17 شهرا.

وأضاف سيد أحمد - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن اجتماع جدة قد يختلف عما سبقه من الاجتماعات والوساطات التي عقدت في أوروبا، لأنها كانت اجتماعات لإعلان الدعم العسكري لأوكرانيا، وانتقاد روسيا، بينما كان الهدف الرئيسي من اجتماع جدة وضع حل للأزمة بما يحقق السلام بين الدولتين وتهيئة المناخ بهدف انهاء الحرب.

وتابع: يعكس اجتماع جدة الذي شارك به أكثر من 40 دولة والمصداقية في دور المملكة العربية السعودية والدول العربية جميعا في إنهاء ألازمه، وتقوم العديد من الدول مثل مصر والسعودية والإمارات الوساطة وحل الخلاف.

وأشار إلى أن الرئيس السيسي دعا أكثر من مرة إلى انهاء الحرب، وأيضا مشاركة مصر في المبادرة العربية لتحقيق الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، لأن الدول العربية تضررت من هذه الحرب سواء على مستوى الأمن الغذائي وغيره من مشكلات اقتصادية.

وأكد أن مصر والسعودية لهما ثقل سياسي يمكنهما من لعب دور إيجابي في بناء أرضية مشتركة وإنهاء الخلاف بين الطرفين ومنع وقوع الحرب.

الوساطة السعودية للحل 

وفي وقت سابق، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، محادثة هاتفية مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان سابق لها، إن الوزيرين ناقشا القضايا ذات الأولوية للتطوير التدريجي للتعاون الروسي السعودي المتنوع متبادل المنفعة بما يتماشى مع تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق على أعلى مستوى.

وأضاف البيان أن الجانب الروسي أعرب عن امتنانه لقيادة المملكة العربية السعودية على موقفها البناء واستعدادها لبذل الجهود لإيجاد سبل لحل المشاكل المعقدة المرتبطة بالأزمة الأوكرانية، وأعاد الجانبان التأكيد على الاهتمام المتبادل بمواصلة التنسيق الوثيق للسياسة الخارجية على الصعيدين الثنائي والدولي.

ونجحت جهود وساطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل أسابيع، بإبرام صفقة تبادل أسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني، أفرج خلالها على 10 سجناء أجانب أسروا في أوكرانيا، يشار إلى أن المملكة لطالما شددت على موقفها الداعم لحل سياسي للأزمة الأوكرانية.

وأتت تلك الخطوة حينها انطلاقا من اهتمامات ولي العهد، واستمرار لجهوده في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية- الأوكرانية، وبفضل المساعي المستمرة له مع الدول ذات العلاقة.