الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لغز اغتيال عالمة الذرة سميرة موسى مازال غامضا.. هل للموساد علاقة بالحادث؟

سميرة موسى
سميرة موسى

في عالم الجريمة، لا يوجد شيء مطلق، فكل نظرية قابلة للانتقاص والاختراق مع مرور الزمن، وهناك دائمًا حالات استثنائية تخالف القواعد العامة، حيث تبقى مجهولة وتتحول إلى قضية غامضة يعجز رجال الشرطة عن حلها.

و تتضمن هذه الحالات جرائم القتل التي تخترق النظريات وتظل دون توصل للجناة على مر السنين، وقد يتورط في هذه الجرائم سياسيون وفنانون وشخصيات عامة أو أشخاص عاديون، ومع ذلك، تبقى تفاصيل هذه الجرائم لغزًا يربك رجال الشرطة ويدفعهم في معظم الأحيان إلى إغلاق القضية وقيدها "ضد مجهول".

واحدة من هذه الجرائم المثيرة هي عملية اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، التي وُلدت في محافظة الغربية في 3 مارس 1917، وهي عالمة في مجال الذرة، وكانت أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (التي تحمل الآن اسم جامعة القاهرة).

سفر سميرة موسى إلى بريطانيا

سافرت سميرة موسى إلى بريطانيا في بعثة لدراسة الإشعاع النووي، وحصلت على درجة الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة، وقضت سنتين في إنجاز بحثها والوصول إلى معادلات مهمة، وقضت السنة الثالثة في القيام بأبحاث متصلة.

وأصبحت سميرة موسى شخصية معروفة عالميًا في مجالها على مدى الثلاثة عقود التالية، بفضل مساهماتها الفريدة في مجال العلوم، وأدى هذا إلى تلقيها دعوة للحصول على درجة الدكتوراه في الولايات المتحدة، وقررت الدكتورة سميرة قبول الدعوة والسفر إلى أمريكا عام 1951، وقضت وقتًا في إجراء أبحاث في مختبرات جامعة سان لويس في ولاية ميسوري، وتلقت عروضًا للبقاء في أمريكا، لكنها رفضتها وقبلت دعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وأثناء قيادتها على الطريق العالي في كاليفورنيا، وقعت حادثة غريبة حيث ظهرت سيارة نقل فجأة واصطدمت بسيارتها بشدة، مما أدى إلى سقوطها في وادٍ عميق، وقفز السائق من السيارة واختفى بلا أثر.

اغتيال سميرة موسى

بعد التحقيقات، تبين أن السائق الذي كان يقود سيارة العالمة كان يستخدم اسمًا مستعارًا، وأن إدارة المفاعل النووي لم ترسل أحدًا لاصطحابها في الأساس.

ومضى الآن 71 عامًا على هذه الواقعة، وما زالت حقيقة الجريمة غير معروفة حتى الآن، وتشير بعض التقارير إلى أن المخابرات الإسرائيلية قد تكون وراء اغتيال العالمة المصرية، ويُعزى ذلك إلى محاولتها نقل المعرفة النووية إلى مصر والعالم العربي في فترة مبكرة، وقد راقبوها واستغلوا فرصة انعزالها في طريقها بالقرب من كاليفورنيا، لقد قضت سميرة موسى، التي لم يتجاوز عمرها 35 عامًا، قبل أن تحصد النتائج الملموسة لجهودها.