الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوريا الجنوبية تواجه أزمة سكانية: تراجع قياسي بمعدل المواليد والزواج في يونيو

صدى البلد

تعتبر كوريا هي رابع أكبر اقتصاد في آسيا، ولكنها تواجه تحدياً كبيراً في مستقبلها وهو انخفاض عدد سكانها. وفقاً لإحصاءات كوريا، من المتوقع أن ينخفض عدد سكان البلاد بنسبة 0.18% بحلول نهاية عام 2023، لأول مرة منذ بدء جمع البيانات السكانية.

كما توقعت إحصاءات كوريا أن ينخفض عدد السكان الحالي إلى حوالي 12 مليون نسمة، أي حوالي 23% من عدد سكان اليوم. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يرتفع متوسط عمر السكان، من 43 عاماً في عام 2023 إلى 62 عاماً بحلول عام 2070.

هذه الأرقام تثير القلق بشأن تجديد قوة العمل، ومواجهة عبء أكبر من الإنفاق في مجالات الضرائب والرعاية الصحية. وقد حاولت حكومات متعاقبة مكافحة هذا التراجع، حيث خصصت ما مجموعه 225 تريليون وون (188 مليار دولار، 167 مليار يورو) في العقد حتى عام 2020. وقد أنفقت معظم هذه المبالغ على حوافز مالية للأزواج لإنجاب المزيد من الأطفال. ولكن حتى الآن، لم يكن لزيادة الإنفاق تأثير كبير في زيادة معدلات الميلاد.

فما هي الأسباب وراء انخفاض عدد السكان؟

هناك عدة عوامل تؤثر على هذه المشكلة، ولكن أحد الخبراء يرى أن أهم سبب هو ما يسمى بـ"شغف التعليم" في الآباء المتعطشين لنجاح أطفالهم. فالتطور الاقتصادي السريع والنمو الذي شهدته كوريا قد خلق فرصاً لم تكن متوفرة لأجداد أطفال المدارس اليوم، حيث كانت البلاد تعمر من جديد بعد حرب كوريا التي دارت في الفترة من 1950 إلى 1953. وقد أثار ذلك اعتقاداً بأن التعليم هو حاسم لفرص عمل وسعادة الطفل في المستقبل.

ومن جانبه قال أستاذ في الجامعة المسيحية الدولية في طوكيو، ”جميع الآباء يرغبون في إعطاء أطفالهم 'تعليم نخبوي'، حتى لو كان ذلك يعني إنفاق 50% من دخلهم كل عام على التعليم”. وأضاف، ”هذا عبء هائل على الأسر ويعني أن معظم الأزواج يستطيعون تحمل تكاليف إنجاب طفل واحد فقط".

وبالتالي، ينخفض معدل الخصوبة أو متوسط عدد الأطفال الذين تلدهم امرأة في حياتها. وللحفاظ على استقرار عدد سكان البلاد عند 51 مليون نسمة، يجب أن يكون معدل الخصوبة 2.1. ولكن معدل الميلاد انخفض إلى أدنى مستوى قياسي وهو 0.70 في الربع الثاني من عام 2023، مقارنة بـ0.78 في العام السابق.

ولمواجهة هذه الأزمة الديمغرافية المتفاقمة، يقول بعض المحللين إن تحسين الظروف لتربية الأطفال هو المفتاح. ويشيرون إلى أن عدد الزيجات ارتفع بنسبة 7.8% على أساس سنوي إلى 16,053 في يونيو، مع زواج الأزواج الذين كانوا قد أجلوا زفافهم خلال جائحة كورونا.

وقال بارك هيم، باحث في معهد كوريا للمالية المحلية، “أقول إن هناك المزيد من الأشخاص الذين يرغبون في الزواج من أولئك الذين يرغبون في إنجاب أطفال. يجب أن تأخذ الحكومة هذا التوجه في اعتبارها في سياساتها وتضمن أن تؤدي زيادة الزيجات أيضًا إلى زيادة الميلاد".

وأشار الباحث إلى أنه على الرغم من أن المنح التي تقدمها الحكومة استمرت في الزيادة حتى مليون وون (757 دولارًا، 673 يورو) لكل طفل، فإن هذه التدابير الداعمة "لا تعكس ما يحتاجه الآباء لتربية أطفالهم".

وتابع، بما أن كثيرًا من الآباء هم زوجان يعملان، فإن وجود شخص يعتني بأطفالهم أثناء عملهم "سيلبي اهتماماتهم بشكل أكبر".