مشكلة لحية!

حكي صديق أن إبنه وهو متزوج ولديه أربعة أطفال قرر منذ سنوات إطلاق لحيته. لم يكن الإبن سلفيا أو إخوانيا ولكنه كان مؤمنا معتدلا في حاله إلا أنه طلعت في دماغه هكذا قرر إطالة لحيته لإكتمال الوقار الذي تعكسه.
في الأحداث الأخيرة كان الإبن يستقل سيارة تاكسي مع ركاب آخرين لا يعرفهم تبين أن أحدهم عندما أوقفته لجنة أمنية أنه يحمل سلاحا ناريا, فكان أن تم إنزال جميع الركاب وإحالتهم إلي قسم السيدة زينب في إنتظار العرض علي النيابة. ولأن الإبن لم يكن في صفحته خطأ فقد أخلت النيابة سبيله في اليوم التالي ولكن بعد أن أمضي ليلة في الحجز لعلها قرصة ودن وعندما خرج وجد أخاه ينتظره خارج القسم وهو يحمل عدة حلاقة!
المشكلة ـ قال الأب ـ أنه بعد أن حلق الإبن لحيته تغير منظره كثيرا وأصبح مختلفا كثيرا عن الصورة الموجودة في بطاقة الرقم القومي, وبالتالي سيصعب عليه التعامل بهذه البطاقة, بل إنها قد تجعله في موقع الريبة والشكوك خاصة إذا تعامل مع الشرطة. وقد قلت للأب إنني لا أقلل من المشكلة لأن حلاقة اللحية لشخص له سنوات وهو يظهر ويتعامل مع الناس بلحيته, يعتبر نوعا من التخفي, وكما تبين فإن أول مافعله صفوت حجازي الذي ضبط وهو يحاول الهروب إلي ليبيا بعد أن حرض الشباب الذي سقط ضحية تحريضه, أن قام بحلاقة لحيته التي لم تكن طويلة وصبغ شعره. والغالب أن يفعل ذلك آخرون كثيرون.
وقد قرأت أمس تحقيقا في صحيفة الشرق الأوسط يشكو فيه الملتحون من مشاعر الغضب التي تواجههم في الشارع المصري نتيجة إعتبار كل ذي لحية شريكا في أعمال العنف والقتل التي شهدتها مصر وهو ماليس صحيحا. مع ذلك قلت للأب إنه ربما كان الأسهل أن يقوم إبنه بإستخراج بدل فاقد للبطاقة التي كانت تحمل صورة اللحية, وإستخراج بطاقة حديثة بصورته الجديدة إلا إذا كان لإدارة الأحوال المدنية رأي آخر يمكن أن يساعد هذا الأب وإبنه وآخرون يواجهون مشكلة إزالة اللحية!
نقلا عن الاهرام اليومى