الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: إذا أراد الله ابتلاء عبده بمصيبة أعانه على ثقلها

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إنه إذا أراد الله سبحانه وتعالى ابتلاء عبده بمصيبة هيأه لها وأعانه على ثقلها.

أعانه على ثقلها

وأوضح " بليلة" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه تعالى إذا ابتلى عبده بمصيبة أعانه كذلك على الاضطلاع بثِقَلها، ووفَّقه لصبرٍ يزداد بسببه إيمانُه، ويَقوى إيقانُه، ويَحظى بالثواب الجزيل، والأجرِ الجميل، منوهًا بأن مِن أجَلِّ ألطاف الله في المكاره والبلايا ما يناله المبتلى الصابرُ من منزلة الرضا.

وأضاف : فهو رُوحُ مقاماتِ الدينِ، ومُستنَزَلُ الخيرات، ومُسْتدَرُّ البركات، ومَهْبِطُ الرحَمات، ولا يزال المُبتلى يرضى عن الله حتى يرضى اللهُ عنه، مستشهدًا بما قال ابنُ القيم رحمه الله: (قال بعضُ العارفين: إرْضَ عن الله في جميع ما يفعلُه بك، فإنه ما مَنَعك إلا ليُعطيَك، ولا ابتلاك إلا ليُعافيَك، ولا أمْرضك إلا ليَشفيَك، ولا أماتك إلا ليُحييَك، فإياك أن تُفارقَ الرضا عنه طَرفةَ عين).

واستند إلى ما كتب عمرُ ابنُ الخطابِ إلى أبي موسى الأشعريِّ رضي اللهُ تعالى عنهما: (أما بعد: فإن الخيرَ كلَّه في الرضا، فإن استطعتَ أن ترضى وإلا فاصبر)، قائلاً:   فيا مَن أحاطت به الشدائدُ والبَلِيات، ونزلت به المصائبُ والمدلهمات: ما اشتد كربٌ إلا وهان، ولا تمَّ أمرٌ إلا وأخذ في النُّقصان، واجعلْ مولاك نُصبَ عينيك، وقِبلةَ قلبك، والطمعَ في فرجه منتهى سُولِك، وغايةَ مأمولِك.

ونبه إلى أنه ليس على غيرِ الله مُعوَّل، ولا عنه مُنصَرف ولا مُتحوَّل، واتخِذِ الصبرَ شعارًا لك ودِثارًا، وإياك إياك القنوطَ والياس، والتسخُّطَ والتضجُّرَ والإبلاس؛ فإنه يزيدُ في البلاء والمصاب، ويُحبِطُ الأجرَ ويوجبُ العقاب، فقضاءُ الله سبحانه في عبده دائرٌ بين العدلِ والحكمة، والرحمة والنعمة.

من دعاء النبي 

وأشار إلى أن من دعاء النبي  -صلى الله عليه وسلم- : (اللهم إني عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فـيَّ حُكمُك، عدلٌ فـيَّ قضاؤُك) ، وقال أبو العباسِ بن عطاء: (الفرحُ في تدبير الله تعالى لنا، والشقاءُ في تدبيرنا)، مؤكدًا أن الشدائدُ والكُرَب، والمَكارهُ والنُّوَب، مصحوبةٌ بهِبات الله وألطافه، وخيراتِه وإسعافه .

ودلل بما ورد عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله  -صلى الله عليه وسلم- : (من يُرِدِ الله به خيرًا يُصِبْ منه) ، وعن صهيب رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله  -صلى الله عليه وسلم- : (عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمرَه كلَّه خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبرَ فكان خيرًا له) .