الليلة.. عملاق المجموعة الشمسية في أقرب نقطة له من الأرض

نشهد اليوم ظاهرة فلكية هامة حيث سيكون كوكب المشتري في مقابلة الشمس، في مشهد مبهر وبديع ينتظره جميع هواة الفلك والمهتمون بهذا المجال للرصد والتصوير إذا سنحت لهم الفرصة وتوافر لديهم المعدات والظروف المناخية والجغرافية الملائمة.

كوكب عملاق في اقرب نقطة له من الأرض

وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، أن كوكب المشتري العملاق أكبر كواكب مجموعتنا الشمسية سوف يكون في أقرب نقطة له من الأرض، وفي مقابلة مع الشمس حيث سيكون قرصه مضاء بالكامل بنور الشمس وفي قمة لمعانه مقارنة بأي وقت آخر هذه السنة ويظل مرئيًا طوال الليل.

أوضح  الدكتور "تادرس" أن هذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة وتصوير كوكب المشتري وأقماره الأربعة الشهيرة وذلك بفضل انه سيكون في أفضل وضع له بالنسبة للأرض حيث يضيء وجهه بالكامل بواسطة الشمس، وهو أفضل وقت لرؤية وتصوير المشتري بالعين المجردة ، أما لرصد أقمارالمشتري ، فلابد من استخدام نظارة معظمة او تلسكوب صغير يسمح لك برؤية الأقمار الأربعة الكبيرة لكوكب المشتري .

هل اقتراب المشتري العملاق لي اقرب نقطة من الأرض يمثل خطر علينا

 وأشار رئيس قسم الفلك السابق، إلى أن التمكن من مشاهدة أي ظاهرة فلكية مثل اقترانات القمر مع النجوم  والكواكب أو ميلاد أهلة الشهور العربية، يتطلب صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.

ليس لذلك تأثير علينا، حيث الفت أستاذ الفلك أن الظاهرة الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض.

كوكب المشتري

يعد كوكب المشتري خامس كواكب المجموعة الشمسية بعداً عن الشمس؛ إذ يبلغ متوسط المسافة بينه وبين الشمس 5.2 وحدة فلكية  أي ما يعادل 778,340,821كم، وهذه المسافة هي خمسة أضعاف المسافة بين الشمس وكوكب الأرض كما أنه أكبر الكواكب على الإطلاق فحجمه  أكبر من حجم جميع الكواكب مجتمعة إذ يبلغ قطره عند منطقة خط الاستواء الخاصة به 143 ألف كيلو متر، وتجدر الإشارة إلى أن المشتري يدور حول الشمس في فترة زمنية كبيرة جداً؛ حيث إن دورة واحدة لكوكب المشتري حول الشمس تستغرق 12 سنة أرضية لإتمامها.

ويعتبر كوكب المشتري من أكثر الأجرام السماوية سطوعاً في الفضاء يسبقه في ذلك قمر الأرض وكوكب الزهرة وفي بعض الأحيان كوكب المريخ ويعتبره البعض ثاني أكثر الكواكب سطوعاً بعد كوكب الزهرة، كما يعد كوكب المشتري أقرب في تكوينه إلى النجوم من الكواكب حيث إنه لو كان أكبر من حجمه الحالي بثمانين ضعفاً فإنه كان سيُعد نجماً وليس كوكباً.

وكوكب المشتري هو عملاق غازي وأضخم كوكب في المجموعة الشمسية، تزيد كتلته عن ثلاثة أضعاف كتل الكواكب السبعة الأخرى مجتمعة ، ويتألف معظمه من غازات وسوائل، أما نواته فهي صخرية وصغيرة. وهو يعكس ضوء الشمس جيدا، ويرى شديد اللمعان في سماء الأرض ليلا ، ويبلغ متوسط المسافة بعد كوكب المشتري والشمس حوالى 778 مليون كيلومتر ، وهو الكوكب الخامس من حيث البعد عن الشمس وثاني ألمع الكواكب ظاهريا (بعد الزهرة).

وكوكب المشترى ونتيجة لجاذبية سطحه الفائقة لديه 63 قمرًا أكبرها (جانميد وكالستو وآيو وأوروبا)، والتي اكتشفها جاليليو جاليلي عندما نظر إلى المشتري لأول مرة عبر التلسكوب ، ويدور المشتري في مدار بيضاوى واسع حول الشمس، ويتم دورته حولها مرة كل 12 عاما تقريبا بسبب بعده عنها. ويدور حول نفسه بسرعة و تستغرق مدة دورانه حول نفسه 10 ساعات تقريبا.

أما جوه السميك فيسوده غاز الأمونيا بكثرة ، وقد اكتشف وجود سحب كثيفة تحيط بالمشترى يصل سمكها إلى 35 كيلو مترا، وهي على هيئة أحزمة رقيقة وعديدة توازي خط استوائه. وتتكون هذه الأحزمة من الأتربة والحجارة، ويرجح أنها تكونت نتيجة لتفتت أحد أقماره الكثيرة التي تدور حوله ، كما اكتشف وجود عاصفة كبيرة المساحة تتحرك على سطحه في حركة سريعة جدا على هيئة رياح مدمرة إذا ما قورنت بالرياح على سطح الأرض، وتبدو هذه العاصفة كبقعة كبيرة يتراوح لونها بين الأحمر والأصفر والبني.