الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قاضى مصري يفجر كارثة في غزة.. القضاء الإسرائيلي يرفض خروج المرضى الفلسطينيين لمساومة حماس.. والاحتلال يهدد حياة 350 طفلاً مصاب بالسرطان

اطفال غزة
اطفال غزة

أكد القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة على اتجاه القضاء الإسرائيلي فى رفض منح تصاريح لمرضى غزة للعلاج، والإحتلال يضع 350 طفلاً مرضى السرطان فى حالة خطرة، لاسيما وأن لغة الأرقام لمنظمة الصحة العالمية تنطق بحجم المعاناة وعلى المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته الأخلاقية والقانونية تجاه أطفال مرضى السرطان وهم يحتضرون في رمقهم الأخير.

القضاء الإسرائيلى يستخدم مرضى غزة لمساومة حماس  

يقول الدكتور محمد خفاجى أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية مئات الأحكام القضائية على مدار عدة سنوات منذ عام 2007 بمنع مرضى سكان غزة من الخروج لتلقى العلاج وذلك كورقة مساومة مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس , وتبنت المحكمة بشكل أعمى موقف الحكومة الإسرائيلية في كل قضية , حيث رفضت المحكمة مئات الالتماسات التي قدمها سكان غزة الذين يسعون إلى الخروج من القطاع عبر معبر إيريز الحدودي الإسرائيلي للحصول على رعاية طبية غير متوفرة في غزة نتيجة حصار قوات الإحتلال .

ويضيف منحت المحكمة العليا الإسرائيلية الحكومة الإسرائيلية  سلطة تقديرية مطلقة فى رفض السماح لسكان غزة بالمغادرة للحصول على الرعاية الطبية وعلاج المرضى الفلسطينيين  تاركة حقوق سكان غزة بلا حماية بانتهاكها الحق فى الصحة 

والرأى عندى  إن استغلال المرضى الفلسطينيين يشكل إكراهًا محظورًا بموجب اتفاقية جنيف الرابعة وانتهاكا جسيماً لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية. 

قوات الإحتلال تمنع آلاف المرضى من مغادرة غزة لتلقي العلاج 

ويذكر قبل الحرب الدائرة حتى الاَن بين قوات الإحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية حماس أدى الحصار السابق منذ ما يقرب من عقدين من الزمان الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة إلى القضاء على حق الرعاية الصحية في غزة , حيث انخفاض مستوى الخدمات الطبية والنقص المستمر في الأدوية والمعدات الطبية , واعتدات الحكومة الإسرائيلية على أن تجبرهم على تقديم طلبات للحصول على تصاريح لمغادرة قطاع غزة في عمل بيروقراطي مرهق ،ثم ترفض طلباتهم , ثم يلجأون إلى القضاء الإسرائيلى الذى يؤيد بدوره موقف الحكومة الإسرائيلية الصارم ضد المرضى الفلسطنيين وترفض التصريح لهم للوصول إلى المستشفى في الضفة الغربية أو القدس الشرقية وهم في أمس الحاجة إليه خاصة المرضى من الأطفال والنساء .

ويؤكد إن لغة الأرقام لمنظمة الصحة العالمية هى التى تنطق بحجم المعاناة لمرضى قطاع غزة خاصة الأطفال والنساء  ، وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فقد تم تقديم 20,411 طلبًا للحصول على تصريح خروج طبي من قطاع غزة في عام 2022 ، حوالي 51% منها يطلبون العلاج في مستشفيات القدس الشرقية، وحوالي 31%  يطلبون مستشفيات في أماكن أخرى من الضفة الغربية، وحوالي 18% يطلبون  العلاج في مستشفيات القدس الشرقية , ومع ذلك  رفض مكتب التنسيق والارتباط الإسرائيلي 6,848 من الطلبات، معظمهم من النساء والأطفال المصابين بالسرطان , فإما إبلاغ المرضى بشكل مباشر بأن طلباتهم قد تم رفضها، وإما لم يتم الرد عليهم قبل الموعد المحدد وتعرضت حياتهم للهلاك  .

القضاء الإسرائيلى يسمح لخمس نساء فقط مرضى  بالمغادرة 

يقول الدكتور محمد خفاجى أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية في 26 أغسطس أغسطس 2018 حكما استثنائياً وحيداً على عكس كافة أحكامها يسمح لخمس نساء فلسطينيات من قطاع غزة فى حالة حرجة بالمغادرة لتلقي العلاج المنقذ للحياة في أحد مستشفيات القدس الشرقية.  وكانت خطيئتهن الوحيدة - بحسب مستندات الحكومة الإسرائيلية - هي كونهن أقرباء مباشرين لأحد أعضاء المقاومة الفلسطينية حماس. وهذا الحكم يعتبر استثناء من القاعدة التى تواترت عليه أحكام القضاء الإسرائيلى برفض مغادرة المرضى للعلاج 

وتم قبول الالتماس الذي تقدمت به أربع جمعيات حقوقية  مسلك والميزان وعدالة، وأطباء من أجل حقوق الإنسان فى إسرائيل فى أغسطس 2018، من المحكمة العليا الإسرائيلية بالسماح لخمسة مرضى من غزة للسفر عبر إسرائيل للحصول على العلاج الطبي غير المتوفر في القطاع , وهو الاستثناء الوحيد من قرار مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي لعام 2017 بحرمان مرضى غزة من المغادرة للعلاج كوسيلة للضغط على حماس.

 وكانت سبع نساء في حالة حرجة من غزة وبحاجة إلى علاج طبي عاجل في المستشفيات الفلسطينية خارج قطاع غزة ورفضت إسرائيل طلباتهن للحصول على تصاريح الخروج على أساس أنهم "أقارب من الدرجة الأولى لأعضاء حماس". وكانت حجة الحكومة الإسرائيلية أمام المحكمة العليا بأن رفض المرضى صدر بركيزة من قرار أصدره مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي في يناير 2017، بحرمان مرضى غزة من المغادرة للعلاج  كوسيلة للضغط على حماس.

 وكانت أربع من النساء بحاجة إلى علاج من السرطان، وتحديداً العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي غير المتوفر في غزة. وتقدم المرضى الثلاثة الآخرون بطلب للحصول على علاج جراحة الأعصاب المعقد بخبرة جراحية ومعدات غير متوفرة في مستشفيات غزة.

وقد واجه المرضى عوائق كبيرة في الحصول ترخيص بالمغادرة خارج غزة للعلاج للحصول على حقهم فى الرعاية الصحية منذ أن أدخلت إسرائيل نظام تصاريح المرضى في عام 2004 , ويمكن القول أنه منذ عام 2012 انخفض معدل الموافقة على طلبات تصاريح المرضى بشكل كبير من 93 % عام 2012 إلى 54 % في عام 2017 .وفقا لأحدث الإحصاءات فى هذا الشأن .

350 طفلا فى غزة مصابون بالسرطان

ويذكر يعانى الفلسطينيون فى قطاع غزة من منع قوات الإحتلال لهم من المغادرة لتلقى العلاج خاصة وأن نحو 350 طفلاً مصاباً بالسرطان فى قطاع غزة – بحسب ما أعلنه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان- حالتهم خطرة  يواجهون صعوبات في علاجهم مما يهدد حياتهم ويعانون من ظروف كارثية بسبب النقص المزمن في الأدوية وبروتوكولات العلاج  , يأتى ذلك وسط حرب قوات الإحتلال والدمار البيئى لقطاع غزة وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، ومياه الشرب غير المناسبة، وعدم كفاية الخدمات الطبية 

ويضيف أن الحكومة الإسرائيلية قبل الحرب كانت تفرض قيودا صارمة على توريد الأجهزة الطبية الجديدة والمعدات المخبرية اللازمة لإجراء فحوصات مرضى السرطان، إضافة إلى النقص في الكوادر الطبية المتخصصة , واستمر الحرمان بالعدوان عليهم بعد الحرب منذ 7 اكتوبر 2023 , ولم يكن مرضى السرطان ليضطروا إلى الطرق على أبواب المحكمة العليا الإسرائيلية للحصول على العلاج الطبي الذي يستحقه كل إنسان. إن الدولة التي تحتل أراضي شعب آخر وتنتهك حقوقه في الحرية والمساواة متذرعة بذريعة "الأمن القومي" دولة عدوانية وتنتهج الهمجية دون تحضر .

إن الآلاف من النساء والأطفال والرجال الآخرين المحاصرين في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات طوال , وأطبقت عليهم الحرب الدائرة الاَن , يحتاجون إلى العلاج الطبي والأدوية والمياه الصالحة للشرب, ومع ذلك يحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية فى العلاج  .

جاء ذلك فى دراسة القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان " أحكام القضاء الإسرائيلى الغائبة عن العالم بشرعنة جرائم الإحتلال غير الإنسانية ضد الفلسطينيين بقطاع غزة بالمخالفة للحقوق الإنسانية للبشرية. "