الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان.. حكم صيام الأيام البيض في رجب..هل الموت في هذا الشهر من حسن الخاتمة

فتاوى تشغل الاذهان
فتاوى تشغل الاذهان

حكم صلاة الرغائب التي يصليها بعض الناس في أول جمعة من شهر رجب

هل الموت في رجب من حسن الخاتمة


نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان لدى كثير من الناس.


حكم صيام الأيام البيض في شهر رجب، يستحب للمسلم صيام الأيام البيض في شهر رجب وهي أيام الـ 13 و14 و15  متتالية، وورد فيها أحاديث كثيرة منها ما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله، وصيام الأيام البيض من السنن النبوية في شهر رجب وكل شهر هجري، وتخصيص شهر رجب بصيام الأيام البيض جائزة شرعا.

وورد عن سهل بن سعد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون، رواه البخاري وسلم ويعد الصيام في شهر رجب  هو أمر مشروع مثل الشهور العربية الأخرى لكن لرجب أفضلية أخرى أنه من الأشهر الحرم والتي تعظم فيها الأعمال، ويستحب فيه صيام الاثنين والخميس والأيام البيض، وعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين فقال:  فيه ولدتُ، وفيه أُنزل عليَّ ، رواه مسلم. وعن عائشة رضي الله عنه قالت:  كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صوم الاثنين والخميس رواه الترمذي، وغيره، وصححه


وكان من صيام النبي أن يصوم يوما ويفطر يوما، ففي صحيحي البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام وأحب الصيام إلى الله صيام داود وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما.

 

12 ركعة في أول جمعة من رجب، واحدة من الأمور الشائعة بين الناس أن هناك 12 ركعة في أول جمعة من رجب بألف حسنة، فما مدى صحة صلاة الرغائب وهل هي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أم بدعة؟، ومع دخول ليلة أول جمعة من رجب هل تؤدى صلاة الرغائب أربع ركعات منفصلة أم متصلة؟ 
صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب

قالت دار الإفتاء في جواب ما حكم صلاة الرغائب التي يصليها بعض الناس في أول جمعة من شهر رجب؟، إن الرَّغَائِبُ: جمع رَغِيبَة، وتعني في اللغة العطاء الكثير، أو ما حض عليه من فعل الخير، وقد ورد هذا المصطلح في كتب فقهاء المالكية، ويقصدون به ما رغَّب فيه الشارع وحدَّده بحيث لو زِيدَ فيه أو أنقص عمدًا بَطُلَ، ولا يفعل في جماعة، ويغايرون بين هذا المصطلح وبين السُّنَّة والنافلة، فيجعلون الرغيبة دون السنة في التأكيد وفوق النافلة المندوبة. (حاشية الدسوقي 1/ 312، ط. دار الفكر، وشرح الخرشي 2/ 2، ط. دار الفكر).

قالوا: وليس هناك إلا رغيبة واحدة وهي ركعتا الفجر، يقول الشيخ عليش: «صارت الرغيبة كالعَلَم بالغلبة على ركعتي الفجر». (1/ 348، ط. دار الفكر). وهذا اصطلاح خاص للمالكية.

والرغائب في اصطلاح الفقهاء: صلاة بصفة خاصة تُصَلَّى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب، وعدد ركعاتها اثنتا عشرة ركعة.وأما الحديث الوارد في فضل صلاة الرغائب فقد حكم عليه غير واحد من الحُفَّاظِ بوضعه، منهم العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (2/ 366، ط. دار الشعب)، والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 31، ط. المكتبة العصرية)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 125، ط. المكتبة السلفية بالمدينة المنورة).

وهذه الصلاة بدعة منكرة تظاهرت عبارات الفقهاء على القول بعدم مشروعيتها، وأنه لا دليل عليها.يقول ابن عابدين في حاشيته (2/ 26، ط. دار الفكر): «قال في البحر: ومن هنا يعلم كراهة الاجتماع على صلاة الرغائب التي تفعل في رجب في أولى جمعة منه، وأنها بدعة، وما يحتاله أهل الروم من نذرها لتخرج عن النفل والكراهة فباطل... وللعلامة نور الدين المقدسي فيها تصنيف حسن سماه «ردع الراغب عن صلاة الرغائب» أحاط فيه بغالب كلام المتقدمين والمتأخرين من علماء المذاهب الأربعة».

ويقول النووي (المجموع 4/ 56، ط. دار الفكر): «الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي ثنتا عشرة ركعة تُصَلَّى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك، وقد صنَّف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابًا نفيسًا في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله».


وقال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد أصول الدين السابق بجامعة الأزهر فرع أسيوط، إن هناك حديثا انتشر، ويتداوله البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى ألسنة الكثير، وهو ليس له أساس من الصحة، وهذا الحديث هو “يأتي زمان على الناس يحبون خمسًا وينسون خمسًا”.

ونص الحديث الذي لا أصل له من كلام سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ((يأتي على الناس زمان يحبون خمسا وينسون خمسا: يحبون الدنيا وينسون الآخرة، يحبون المال وينسون الحساب، يحبون الخلق وينسون الخالق، يحبون الذنوب وينسون التوبة، يحبون القصور وينسون القبور، فإن كان الأمر كذاك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء وموت الفجأة وجور الحكام)).

وأشار مرزوق، إلى حرمة نسبة هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم وحرمه هذا الحديث، قائلاً: "إنه ثبت فى الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).

هل الموت في رجب.. ورد في مسألة “هل الموت في رجب من حسن الخاتمة؟”، أنه لم نقف على ما يدل على كون الموت في الأشهر الحرم له فضل معين أو ميزة على غيره من الشهور.

وقال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إنه لم يرد حديثٌ صحيحٌ فى فضل شهر رجب، مشيرًا إلى أن الحافظ بن حجر ألف كتابًا سماه «تبيين العجب فيما ورد فى شهر رجب» وقال إن جميع الأحاديث التى وردت فيه لا تصح.

وأضاف «جمعة» أن بعض الأحاديث التى وردت فى فضل شهر رجب، أسانيدها ضعيفة ولكنها لا تصح، لافتًا إلى أن رجب شهر الرحمات والبركات والسكينة، ووقعت رحلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الـقصى، ورجب من الأشهر الحرم، بمعني أنه يستعصم فيه الله الإثم.

وتابع: “من الأشهرِ الحُرُمِ العِظامِ؛ الّتي أمر اللهُ سبحانه وتعالى بتعظيمِها، والالتزامِ فيها أكثرَ بدينِه وشرعِه، وإجلالِها؛ فقال جلّ وعلا: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة : 36)”.

وجاء أن الحق والصواب أنَّ شهر رجب ليس له فضيلة أو خصوصية على غيره من الشهور باستثناء أنَّه من الأشهر الحرم، كما أنَّ الروايات التي تفيد بنزول آية الإسراء والمعراج فيه لا تبرر وإن صحّت ابتداع عبادات معينة في هذا الشهر كما يفعل بعض الناس، وذلك أنَّ مثل هذه الأفعال لم تكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام أو عهد الخلفاء الراشدين أو التابعين.

“كيف نستعد في شهر رجب لاستقبال شعبان ورمضان؟”، قال الشيخ أحمد عادل، عضو الفتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن شهر رجب من الأشهر الأربعة الحرم التي اختصها الله بالذكر في القرآن، قال- سبحانه-: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)».

وتابع في حديث خاص لـ "صدى البلد": “شهر رجب له من الفضائل والأسماء الكثيرة، منها أنه شهر رجب الأصب ففيه تتنزل الرحمات، وهو الشهر الأصم الذي لم يكن يسمع فيه صوت السيوف، وهو شهر الله المعظم”، موضحًا أنه اشتق من الترجيب أي التعظيم، وقيل في معناه أن شهر التهيؤ والاستعداد، فشهر رجب يأتي من بعده شهر شعبان وفي عقبهما شهر رمضان، فكأن الإنسان يتهيأ لشهر رفع الأعمال (شعبان) بأن يتوقف عند حدود الله فلا يظلم نفسه حتى إذا دخل شعبان ترفع أعماله وفيها الخيرات، وكذا الأمر في شهر رمضان بأن يدخل الشهر المبارك وقد ابتعد عن المعاصي والآثام.

كما يقول الشيخ أحمد عادل إن الأشهر الحرم أربعة، بين عددها رب العالمين وفصلها لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، مستدلًا بقول الحق سبحانه وتعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)».

وتابع في حديث خاص لـ “صدى البلد”، إن رسولنا صلى الله عليه وسلم فصلها حينما جلس مع أصحابه رضوان الله عليهم فقال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب مُضَر الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قلْنَا: اللَّه ورسُولُهُ أَعْلَم، فَسكَتَ حَتَّى ظنَنَّا أَنَّهُ سَيُسمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَليْس ذَا الْحِجَّةِ؟» قُلْنَا: بلَى، قَالَ: فأَيُّ بلَدٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّه وَرسُولُهُ أَعلمُ، فَسَكَتَ حتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سيُسمِّيهِ بغَيْر اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ الْبَلْدةَ؟ قُلْنا: بلَى، قَالَ: فَأَيُّ يَومٍ هذَا؟ قُلْنَا: اللَّه ورسُولُهُ أَعْلمُ، فَسكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّه سيُسمِّيهِ بِغيْر اسمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْر؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فإِنَّ دِماءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ عَلَيْكُمْ حرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذا، في شَهْرِكم هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ ربَّكُم فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلا فَلا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فلَعلَّ بعْضَ مَنْ يَبْلغُه أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَه مِن بَعْضِ مَنْ سَمِعه، ثُمَّ قال: أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلا هَلْ بلَّغْتُ؟ قُلْنا: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ».