الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأولي منذ 11 عامًا.. ماذا دار في لقاء الرئيس السيسي وأردوغان ؟

صدى البلد

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين.

الأولى منذ أكثر من 11 عامًا

ووصل مطار القاهرة الدولي، اليوم، الأربعاء، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في زيارة رسمية لمصر هي الأولي منذ أكثر من 11 عامًا، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي في إطار استمرار التقارب بين البلدين.

وتأتى الزيارة بعد مجهودات دبلوماسية وسياسية على أعلى مستوي بين البلدين، خلال السنوات الماضية، والتى تتوج اليوم بعودة تطبيع العلاقات بين البلدين؛ حيث إن هناك تقاربًا بين الرئيسين السيسى وأردوغان لمواجهة التحديات المشتركة.

رحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والوفد المرافق له، في أول زيارة له إلى مصر، مضيفا ": لنفتح معًا صفحة جديدة بين بلدينا، بما يثري علاقاتنا الثنائية، ويضعها على مسارها الصحيح، وأؤكد اعتزازنا وتقديرنا لعلاقاتنا التاريخية مع تركيا، والإرث الحضاري والثقافي المشترك بيننا".

وأضاف السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، الأربعاء: يهمني هنا، إبراز استمرار التواصل الشعبي خلال السنوات العشر الماضية، كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية، نموًا مطردًا خلال تلك الفترة، ومصر حاليًا الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا، وتركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية، وأثبتت التجربة، الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين، وبالتالي سنسعى معًا إلى رفع التبادل التجاري لـ15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وفتح مجالات جديدة للتعاون.

وأوضح الرئيس، الاهتمام بتعزيز التنسيق المشترك، والاستفادة من موقع الدولتين، كمركَزَيْ ثقل في المنطقة، بما يسهم في تحقيق السلم، وتثبيت الاستقرار، وتوفير بيئة مواتية؛ لتحقيق الازدهار والرفاهية، حيث تواجه الدولتان العديد من التحديات المشتركة، مثل خطر الإرهاب، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة.

وأعرب عن الاعتزاز بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا؛ من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في قطاع غزة، أخذًا في الاعتبار، ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق على دخول تلك المساعدات؛ مما يتسبب في دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.

وأشار السيسي، إلى التوافق مع الرئيس أردوغان خلال المباحثات، على ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع بشكل فوري، وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية؛ حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة، وصولًا إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأكد الرئيس السيسي، ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي، بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، قائلًا «نجاحنا في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا سيمثل نموذجاً يحتذى به، حيث أن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها».

وتابع السيسي: أتطلع لتلبية دعوة الرئيس أردوغان لزيارة تركيا في أبريل المقبل؛ لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين في شتى المجالات بما يتناسب مع تاريخهما وإرثهما الحضاري المشترك.

وأكمل الرئيس السيسي: يهمني كذلك الترحيب بالتهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط، ونتطلع للبناء عليها وصولًا إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة؛ ليتسنى لنا جميعًا التعاون وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة بها.

واستطرد السيسي :أكدنا خلال المباحثات، اهتمامنا المشترك بالتعاون في أفريقيا، والعمل على دعم مساعيها؛ للتنمية، وتحقيق الاستقرار والازدهار.

و أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن سعادته بتواجده في القاهرة بعد فترة طويلة.

وأضاف "أردوغان"، في مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، الأربعاء:"أتقدم بالشكر للرئيس السيسي والشعب المصري على حفاوة الاستقبال"، متابعا:"لنا مع مصر تاريخ مشترك ونريد أن نرتقي بالعلاقات للمسار اللائق".

وتابع:"رفعنا مستوى تعاوننا إلى مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى، وأقدر دعم مصر لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة".

انعكاسات اقتصادية

في هذا الصدد قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية ، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة تاريخية ، ولها اهمية قصوى نتيجة القلاقل وعدم الاستقرار الناجم عن الاحداث الجارية في قطاع غزة غزة حالياً، خاصة وأن الزعيمين متوافقان على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً في غزة.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن العلاقات المصرية التركية تشهد تقارباً كبير بعد تباعد ، مشيراً إلى أن أهمية الزيارة تكمن في لقاء الرئيس المصري بالتركي حيث إن هناك رغبة مشتركة من قبل الطرفين المصري والتركي في توطيد العلاقات خاصة أن العلاقات الاقتصادية كانت في أوج الازمة كانت محققة ارقام جيدة ، وبالتالي الأمر سيصبح أفضل كثيراً بعد ذلك التقارب السياسي والذي سينعكس بدوره على النواحي التجارية والاقتصادية والسياحية. 

وقد قال الإعلامي أحمد موسى إن هناك تحركًا كبيرًا في العلاقات المصرية التركية، مشيرًا إلى أن السنوات الماضية شهدت جهدا كبيرا من رئيسي المخابرات في البلدين من أجل التنسيق والتشاور لعودة العلاقات مرة أخرى بين البلدين.

وأضاف الإعلامي أحمد موسى، عبر برنامج على مسؤوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن ما شهدته القاهرة اليوم بزيارة الرئيس التركي أردوغان والاستقبال الكبير له من الرئيس السيسي، في قصر الاتحادية، لم يكن أحد يتوقعه منذ 10 سنوات، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي المشترك بين البلدين، على أن يكون أول اجتماع للمجلس في إبريل المقبل، بزيارة الرئيس السيسي لأنقرة لأول مرة وهو رئيس لمصر.

وأوضح الإعلامي أحمد موسى أن الإعلام المصري دائما مساند للدولة المصرية، وظهر ذلك بشأن العلاقة مع تركيا في فترة من الفترات، لافتا إلى أن الرئيس السيسي لم يتحدث أبدا بسوء عن تركيا والرئيس التركي طيلة هذه السنوات، كما أنه حريص على العلاقات مع دول العالم وكل رؤساء دول العالم، قائلا:«بنشتغل لصالح بلدنا».

وقال أحمد موسى إن الإعلام المصرى يعمل لصالح بلده ولدعم مواقف الدولة المصرية، مؤكدا أنه لم يكن يحمل أي موقف شخصى من تركيا أو حتى قطر، ولكن الإعلام المصرى ينحاز لمواقف الدولة المصرية التي كانت تتعرض لتجاوزات من البعض.

كما أكد الإعلامي أحمد موسى أن زيارة الرئيس التركي للقاهرة تاريخية للبلدين، وفتح صفحة جديدة من العلاقات، مبينًا أن العلاقات بين مصر وتركيا تاريخية وهناك إرادة بين البلدين والرئيسين لعودة العلاقات، لرفع درجة التعاون ليكون رفيع المستوى، وهو بمثابة تحول في العلاقات بين البلدين، قائلا: «الرئيس التركي ضيف كبير».

ولفت الإعلامي أحمد موسى إلى أن الإعلام المصري يدعم الدولة المصرية من أجل صالح الوطن، موضحا أنه تم توقيع اليوم تدشين مرحلة جديدة بين مصر وتركيا وتوقيع العديد من الاتفاقيات ورفع حجم التبادل التجاري والاستثمارات المصرية والتركية، بالإضافة إلى إنشاء منطقة صناعية تركية في مصر، للتصدير لدول العالم وإفريقيا وآسيا وأوروبا والدول العربية.