الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كاتم أسرار النبي ﷺ.. من هو حذيفة ابن اليمان

صدى البلد

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبر الصحابي حذيفة بن اليمان، بأسماء المنافقين التي عرفها عن طريق الوحي، منوهًا بأن سيدنا عمر بن الخطاب كان متشوقًا لمعرفتها ولكن حذيفة لم يخبره بها.


وأكد «جمعة»، خلال لقائه بأحد الفضائيات ، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبر حذيفة بمقتل عمر بن الخطاب في الفتنة وعلم أبو حفض موته ولكنه واصل كفاحه في الفتوحات ولم يتراجع.


واستشهد بما روي عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَيُّكُمْ يَحْفَظُ مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا. قَالَ: نَعَمْ، فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ: لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، وَلَكِنْ عَنِ الْفِتْنَةِ الَّتِي قَبْلَ السَّاعَةِ؟ تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ. فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا. قَالَ عُمَرُ: أَيُفْتَحُ، أَوْ يُكْسَرُ؟ قَالَ: بَلْ يُكْسَرُ. قَالَ: إِذًا لا يُغْلَقُ؟ قَالَ أَبُو وَائِلٍ: فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سُئِلَ حُذَيْفَةُ عَنْ ذَلِكَ، يعَنْي الْبَابَ؟ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ».

كاتم أسرار النبي

حذيفة بن اليَمان كان صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصحابى الذى كان من المهاجرين والانصار معا وجاء حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا الى رسـول الله واعتنقوا الإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الديـن، وكانت له موهبـة في قراءة الوجوه و السرائر، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها.

 

من هو حذيفة بن اليمان

هو حذيفة بن حِسْل - ويقال حُسيل - بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة أبوه "حِسْل" كان قد أصاب دما، فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لكونه حالف اليمانية، وتزوج والدة حذيفة فولد له بالمدينة، وأسلم حذيفة وأبوه، لهذا قال له الرسول (ص): أنت يا حذيفة من المهاجرين والأنصار.

 

كان في إيمانه - رضي الله عنه - وولائه قويا ، فقد رأى والده يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة، ورأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه :( أبي ، أبي ، انه أبي ) ولكن أمر الله كان قد نفذ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال:(يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة، وبعد انتهاء المعركة علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة ( حسيل بن جابر ) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين، فزداد الرسول له حبا وتقديرا .

وكان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة ، ولكن الشر هو المخفي، لذا فهو يقول كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.

ومما ميزه به الرسول (ص)عن غيره أن حذيفة -رضي الله عنه-كان يعلم أسماء المنافقين، أعلمه بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وسأله عمر :( أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين ؟) قال :( نعم، واحد) قال:( مَن هو ؟) قال: ( لا أذكره ) قال:( حذيفة) فعزله كأنّما دُلَّ عليه.


وكان عمر، إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر.

مواقف من حياته

ومن مواقفه أن خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضي الله عنه- لهم ، فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم، وأمسك بيديه رغيفا وملحا ، وهو يأكل ويمضغ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بن اليمان- المنتظر، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم :( اياكم ومواقف الفتن ) قالوا :( وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله ؟) قال :( أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي ، فيصدقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه ) كانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد ، ومنهجه في الولاية.


ولحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة ، وكان يقول للمسلمين :( ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه.


أسلم حذيفة بن اليمان روحه الطاهرة لبارئها، في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ، وبعد مَقْتلِ عثمان بن عفان بأربعين ليلة.