قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية.. خطوة رمزية وسط إحباط عالمي

6230|أحمد سيف الدين   -  

وفقا لتحليل نشرته نيويورك تايمز، يسلط القرار الأخير الذي اتخذته أسبانيا والنرويج وأيرلندا بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة الضوء على السخط الدولي المتزايد تجاه إسرائيل في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفي حين أن هذا الاعتراف رمزي إلى حد كبير ومن غير المرجح أن يؤدي إلى تغيير فوري، فإنه يعكس استياء عالمي أوسع نطاقا قد يساهم في نهاية المطاف في حل الدولتين.

ويشير اعتراف هذه الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية إلى تحول كبير، حتى بين الحلفاء التقليديين لإسرائيل. ومع ذلك، فإن احتمال أن تحذو الدول الأوروبية الكبرى حذوها لا يزال غير مؤكد. وألمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن مثل هذا الاعتراف "ليس من المحرمات"، وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية هذا الموقف يوم الأربعاء. وعلى نحو مماثل، أشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في فبراير إلى أن الاعتراف "لا يمكن أن يأتي في بداية العملية، ولكن ليس من الضروري أن يكون نهاية العملية".

على الرغم من هذه المواقف الدقيقة، فإن القوى الأوروبية الكبرى مثل فرنسا وألمانيا ليست مستعدة بعد لاتخاذ هذه الخطوة. وشدد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني على أن مثل هذا القرار يجب أن يسهل تحقيق تقدم سياسي كبير، قائلاً: "لا تعتبر فرنسا أن الشروط قد تم استيفاؤها حتى الآن ليكون لهذا القرار تأثير حقيقي على هذه العملية". ألمانيا، الملتزمة بشدة تجاه إسرائيل لأسباب تاريخية، تظل أيضًا ثابتة في دعمها.

إن النهج الأوروبي المجزأ، حيث تعترف أسبانيا والنرويج وأيرلندا فقط بالدولة الفلسطينية، يسلط الضوء على الافتقار إلى توقيت موحد بشأن هذه القضية. ويمتد هذا الانقسام عبر المحيط الأطلسي، حيث تؤكد الولايات المتحدة أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون نتيجة للمفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية. والموقف الأمريكي هو أن الاعتراف الأحادي الجانب لا يغير الأوضاع المتدهورة على الأرض.

إن معارضة رئيس الوزراء نتنياهو منذ فترة طويلة لاتفاق الدولتين تزيد من تعقيد الأمور. وأشار السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، إيتامار رابينوفيتش، إلى أن إحجام نتنياهو عن دعم حكم فلسطيني كبير في غزة بعد الحرب مدفوع بأسباب شخصية وسياسية، بما في ذلك احتمال إجراء تحقيقات في سلوكه وتهم الفساد الحالية.

وقد أعرب زعماء إسبانيا والنرويج وأيرلندا عن تصميمهم على إبقاء حل الدولتين حياً. وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز: "لن نسمح بتدمير إمكانية حل الدولتين بالقوة". وتهدف مثل هذه التصريحات إلى توفير دفعة معنوية للفلسطينيين الذين يدعون إلى تقرير المصير وسط معاناة واسعة النطاق في غزة وعدم فعالية السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

ومع ذلك، فإن تأثير أوروبا على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كان في حده الأدنى منذ اتفاقيات أوسلو في التسعينيات. وعلق رابينوفيتش قائلاً: “ليس للأوروبيين أي تأثير في الواقع. إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو أمر رمزي بحت ولا يغير شيئا”. وأضاف أن التدخل الأوروبي الكبير، مثل نشر قوات في غزة، غير مرجح نظرا للمخاطر المحتملة التي تنطوي عليها.

وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، حيث طلبت المحكمة الجنائية الدولية مؤخراً إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة في غزة. هذه الخطوة، رغم دعمها من قبل فرنسا فيما يتعلق بدعم العدالة الدولية، فقد أدانتها الولايات المتحدة ووصفتها بأنها "مخزية". وأوضح سيجورنيه في وقت لاحق أن هذه المذكرات لا ينبغي أن تساوي حماس مع إسرائيل، مما يؤكد الانقسام المستمر بين الحلفاء.

ويأتي اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا وسط سياق أوسع من التدقيق الدولي المتزايد والإدانة لتصرفات إسرائيل. إن إدارة بايدن والقوى الأوروبية، التي كانت هادئة في السابق بشأن حل الدولتين، تجد نفسها الآن تتعامل مع صراع مستعصي أشعلته الأحداث العنيفة التي وقعت في الأشهر الأخيرة.