أكدت صحيفة "الأهرام" أن الدبلوماسية المصرية تتحرك هذه الأيام على مختلف الأصعدة، وتسابق الزمن، من أجل منع انزلاق الشرق الأوسط إلى منحدر جديد خطير، في ضوء التهديدات التي تستهدف زعزعة استقرار لبنان وسلامة شعبه، نظرا لما تحمله هذه التهديدات من مخاطر على أمن واستقرار ومستقبل المنطقة بأكملها.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ تحت عنوان (لبنان.. وخطر الحرب المفتوحة) أنه وكما كان دور مصر، ولا يزال، إيجابيا في الصراع الدائر في غزة، وكما أعلنت مصر أكثر من مرة رفضها الاعتداء على أمن واستقرار وسيادة أي دولة عربية، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على اليمن، تأتي تحركات مصر المكثفة للتحذير من فتح جبهة صراع جديدة في المنطقة بين إسرائيل ولبنان.
وأشارت "الأهرام" إلى أنه ومن هذا المنطلق، جاءت الاتصالات الهاتفية التي أجراها الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية مع عدة أطراف معنية، خاصة مع نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية، وعبدالله بوحبيب وزير خارجية لبنان، حيث كان هناك تأكيد واضح على تضامن مصر الكامل مع لبنان الشقيق، وتشديد على رفض مصر التام لأي تهديدات تستهدف زعزعة استقرار هذا البلد أو سلامة شعبه، فضلا عن الإعراب عن القلق البالغ تجاه التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وتأثيراته المحتملة على أمن واستقرار لبنان، والمنطقة بأكملها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من مواصلة هذه التحركات والجهود، فإن الاحتمالات والمؤشرات، خاصة من داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل، تؤكد أن القيادة الإسرائيلية، التي لا يردعها رادع، ولا تجيد سوى لغة انتهاك القانون الدولي، عازمة على مد نطاق اعتداءاتها، في ظل حالة صمت دولي يصل إلى حد التقاعس، خاصة أن نتنياهو يبدو عازما على استغلال هجوم «مجدل شمس» الأخير في تحقيق أهدافه، بدليل ما أعلنه عن أن الرد على هذا الهجوم سيكون «قاسيا»، وهو ما يشير على الأرجح إلى خططه لصراع طويل الأمد والأثر، وهو ما لا تتحمله المنطقة، وبالأخص في ظل إعلان حزب الله أيضا جاهزيته للرد على أي هجوم إسرائيلي «في عمق إسرائيل»، وتحذيره من حرب مفتوحة في المنطقة.
«الأهرام»: الدبلوماسية المصرية تتحرك على مختلف الأصعدة لمنع انزلاق الشرق الأوسط بمنحدر خطير
