سرطان القولون من أخطر أنواع السرطان، إذ لا تظهر عليه عادةً أي أعراض في مراحله المبكرة، ويتم تشخيصه في معظم الحالات بعد فوات الأوان للعلاج.
ووفقًا للخبراء، فبينما يرتبط سرطان القولون غالبًا بمن تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، إلا أنه أصبح منتشرًا حتى بين الشباب، ورغم عدم وضوح أسبابه، إلا أن خبيرًا يبحث في العلاقة بين المرض وميكروبات الأمعاء لديه نظرية.
وفقًا للخبير الأمريكي الدكتور نيليندو داي، فإن للميكروبات علاقة وثيقة بالسرطان. فبينما تعيش العديد من الميكروبات في بطانة القولون، تشير الدراسات إلى أنه كلما زاد تنوعها، تحسنت صحتك وانخفضت احتمالية إصابتك بالأمراض، بما في ذلك سرطان القولون.
يقول الدكتور داي، الأستاذ المشارك في مركز فريد هاتشينسون للسرطان في سياتل، إنه بما أن ميكروبيوم الأمعاء لدى كل فرد فريد من نوعه ويستجيب لمكونات مختلفة، فإن التوصيات الغذائية الشخصية يمكن أن تمنع تكوّن السلائل السرطانية، هناك ثلاثة تعديلات غذائية سهلة يمكن للجميع اتباعها:

طرق سهلة للوقاية من سرطان القولون
-تناول المزيد من الألياف
تشير الدراسات إلى أن تناول المزيد من الألياف، الضرورية لصحة الجهاز الهضمي والأمعاء، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ويؤدي تناول الألياف بكميات أكبر إلى حماية الجسم من خلال عدة آليات، منها زيادة حجم البراز، وتقصير مدة مروره في القولون، وإنتاج بكتيريا الأمعاء للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة المفيدة (SCFAs).
الألياف غنية بالأطعمة النباتية كالفواكه والخضراوات والمكسرات والفاصوليا والشوفان، وهي تُغذي البكتيريا النافعة في أمعائك. ووفقًا للدكتور داي، فإن تناول المزيد من الألياف النباتية يُعزز تنوع الميكروبات في أمعائك.
ولذلك، تناول المزيد من العدس والحمص والفواكه.

-التوقف عن تناول الأطعمة شديدة المعالجة
الأطعمة فائقة المعالجة، وفقًا للخبراء، هي الأسوأ على الصحة العامة، وقد تُسبب اضطرابات في الهضم، فهي مليئة بإضافات مثل المستحلبات والصمغ، وجميعها تأتي في عبوات بلاستيكية، وهي مصممة لتكون مُفرطة في الشهية، مما يُسهّل الإفراط في تناولها والإدمان عليها.
يقول الخبراء إنها مرتبطة بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة، بما في ذلك سرطان القولون. جميع الأطعمة فائقة المعالجة ذات جودة غذائية رديئة، وغنية بالدهون الكلية والدهون المشبعة، ومليئة بالسكر والملح المضافين.
كما أنها فقيرة بالألياف وجميع الفيتامينات، تشير الدراسات إلى أن الرجال دون سن الثلاثين الذين يتناولون أكبر كمية من الأطعمة فائقة المعالجة يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 29% مقارنةً بالرجال الذين يتناولون أقل كمية.
يقترح الدكتور دي إجراء تغييرات بسيطة في النظام الغذائي، مثل اختيار البطاطس المخبوزة بدلاً من البطاطس المقلية واستبدال الزبادي السكري بالزبادي اليوناني والفواكه.

-ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبشكل منتظم أمرٌ مهم، ليس فقط لتحسين لياقتك البدنية، بل يُمكنها أيضًا أن تُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان القولون. ووفقًا لدراسات مُختلفة، فإنّ من يمارسون النشاط البدني لديهم نسبة إصابة أقل بسرطان القولون مُقارنةً بمن لا يمارسون الرياضة ويعيشون حياةً مستقرة.
يحدث التأثير الوقائي للتمرين في الغالب بسبب مجموعة من العوامل، التي تؤدي إلى تحسين وتنظيم الهضم، وتقليل الالتهاب، وتحسين المناعة بشكل عام ووظيفة الأمعاء بشكل عام.
يقول الدكتور داي إن ممارسة الرياضة تُساعد على هضم الطعام بشكل أسرع، مما يُقلل من مدة تعرض القولون للسموم. وتشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة تزيد أيضًا من عدد الميكروبات "النافعة" في الأمعاء، مما يُحسّن تنوعها.
المصدر: timesnownews.