قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قرار إسرائيلي مفاجئ بشأن السويداء .. وجنبلاط يحذر: لا حماية للدروز عبر التدخلات الخارجية

السويداء
السويداء

في خطوةٍ مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً، قررت إسرائيل السماح لقوات سورية أمنية محدودة بالدخول إلى محافظة السويداء السورية، لفترة مؤقتة مدتها 48 ساعة، بهدف تهدئة التوتر المستمر في جبل العرب بعد موجة عنف دامية خلفت أكثر من 300 قتيل، بحسب وكالة رويترز 

 جاء هذا القرار بعد أيام من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قوات سوريّة تابعة للدولة، رغم تقليد إسرائيلي عام بعدم السماح بتواجد الجيش السوري جنوب دمشق، مما يعكس تغيراً واضحاً في السياسة الإسرائيلية بفعل ضغوط من الأقلية الدرزية داخل إسرائيل نفسها.

رداً على ذلك، وجّه الزعيم الدرزي اللبناني والقيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، تحذيراً قوياً من هذا التطور، قائلاً إن إسرائيل لا تحمي الدروز في السويداء، بل إنّها تسعى لتحريك ضعاف النفوس إلى الانخراط في سيناريوهات من شأنها تمزيق وحدة الجبل العربي واستثمار الانقسامات الطائفية لصالح أهداف استراتيجية إسرائيلية. 

وأضاف معلقاً: “إسرائيل لا تحمي الدروز في السويداء، بل تستخدم بعضاً من ضعفاء العقول للادعاء بأنها تحميهم” 

وشدّد جنبلاط على أنّ هذه القيادة الإسرائيلية تعتمد خطاباً قائماً على زرع الانقسام وإلصاق الاتهامات بالفصائل الدرزية خدمة لمصالحها، منبهاً إلى أن تجربة الحرب الأهلية اللبنانية بين 1975 و1990 أظهرت مخاطر التصديق بوعود الحمايات الخارجية. 

ففي اتصال تليفزيوني مع التلفزيون السوري الرسمي، طالب جنبلاط بـ«تفويت الفرصة على بعض ضعاف النفوس» وفتح حوار جاد تحت مظلة الدولة السورية ومع الفعاليات المحلية لاحتواء التوتر ومنع الانزلاق نحو فوضى شاملة

كما دعا جنبلاط إلى وقف إطلاق سلاح ثقيل في السهول والقرى، وتسليم النظام أدواراً أمنية بموجب تسوية سياسية، قائلاً إن الحل يكمن في إطار الدولة السورية المركزية، لا في دعم خارجي مهما كانت الدوافع المعلنة 

وأكد أن التواصل مع سوريا مستمر عبر وزيري خارجية سورية، أسعد الشيباني ووزير الداخلية أنس خطاب، للضغط على الأطراف لتخفيف حدة الاشتباكات وتفعيل وقف النار بإشراف دولي وعربي.

وتأتي تصريحات جنبلاط وسط انهيار الوضع الأمني والخدمي في السويداء، إذ وثّقت مصادر رسمية ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 500 قتيل خلال أيام وجرى توثيق انتهاكات وإعدامات ميدانيّة، بحسب مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان. كما أشارت الأمم المتحدة إلى انهيار الخدمات الأساسية والمطالبة بتحقيقات مستقلة .

في ظل هذه المعطيات، بات مراقبون يتساءلون عن مدى استجابة دمشق لهذه الدعوات، خصوصاً وأن الحكومة السورية تنفي في المقابل وجود نية نشر عسكري إضافي في الجنوب، فيما يجعل العنف الطائفي وانسحاب مؤقت لقوات النظام من السويداء المشهد أكثر هشاشة ومعرضاً لاغتنام إسرائيل لأي تحول على الأرض .

ويؤكد وليد جنبلاط أن كل الحلول يجب أن تأتي من داخل الدولة السورية، بعيداً عن أي تدخل خارجي، سواء أكان إسرائيلياً أم غيره، محذراً من تداعيات ركوب موجة الفوضى المبررة بحماية الطائفة، ومشدداً على ضرورة التسوية السياسية ضمن إطار وطني جامع.