- أجساد الأطفال في غزة تذبل.. والمجاعة تطرق أبواب آلاف الأسر
- معابر مغلقة وشاحنات الإغاثة محاصرة وسط حصار خانق
- التجويع سلاح حرب.. والقانون الدولي يتجاهل الجريمة
لم يعد الصراع في قطاع غزة فقط بالقصف، بل امتد لاستغلال سلاح الجوع الذي بات أداة حرب أكثر قسوة وهدوءًا. فبينما تتصاعد أزمات الحصار، تحوّل الجوع إلى سلاح يهدد حياة أكثر من مليون طفل، وفقًا لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، في ظل صمت دولي يتجاهل المأساة المتفاقمة.
مجاعة مميتة في قطاع غزة
تعرف الأمم المتحدة المجاعة بأنها حالة طارئة تُعلن عند توافر ثلاثة شروط أولها معاناة 20% من السكان من جوع شديد وثانيها إصابة 30% من الأطفال بحالات هزال حاد.
وثالثها تسجيل وفاة واحدة يوميًا لكل 10,000 بالغ، أو حالتين يوميًا لكل 10,000 طفل.
رغم أن تحديد المجاعة يتم استنادًا إلى تصنيفات متخصصة كـ IPC وFEWSNET، فإن الإعلان عنها غالبًا ما يتخذ طابعًا سياسيًا، ولا يحمل التزامًا قانونيًا، بل يُعد نداءً عاجلًا للتدخل.
الجوع سلاح اسرائيل للحرب في غزة
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الجوع لا يقتصر على ألم المعدة، بل يُنهك جهاز المناعة ويفتح الأبواب لأمراض مثل الكوليرا والملاريا والالتهاب الرئوي.
ومع انعدام الغذاء، يبدأ الجسم باستهلاك احتياطاته تدريجيًا: من الكربوهيدرات، ثم الدهون، وصولًا إلى بروتين العضلات.
في هذه المرحلة، يضعف الجسد، تبرد الأطراف، وتختل وظائف القلب حتى التوقف الصامت.
حتى قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، كان قطاع غزة يعاني من انعدام الأمن الغذائي لدى 68% من الأسر وارتفاع نسبة فقر بلغت 61% مع نهاية 2022 والبطالة التي قاربت 45%.
هذه الأرقام تكشف هشاشة الوضع الاقتصادي، حيث كان الغذاء في متناول القليلين حتى قبل تصاعد العنف.
ومنذ مارس 2025، تفاقمت الكارثة الإنسانية. فقد أغلقت المعابر بشكل شبه كامل، ولم تعد تدخل سوى عشرات الشاحنات يوميًا، بينما يحتاج القطاع إلى 500 شاحنة على الأقل لتغطية الاحتياجات الأساسية.
تضاعفت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، وأوشك حليب الرضع على النفاد. ورغم امتلاك "الأونروا" مساعدات تكفي لثلاثة أشهر، إلا أنها عاجزة عن إدخالها بفعل القيود المشددة.
أرقام مفزعة.. والضحايا أطفال
وبحسب “اليونيسيف” فإن
- 112 طفلًا يوميًا يدخلون المستشفيات للعلاج من الهزال.
- 620 وفاة بسبب الجوع، بينها 70 منذ يونيو الماضي فقط.
أما أسعار المواد الغذائية، فقد بلغت مستويات غير مسبوقة: كيلو الدقيق: 50 دولارًا و كيلو السكر: 1000 دولار وتكلفة الوجبة الواحدة لعائلة: نحو 150 دولارًا.
جريمة حرب
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتهامات بتجويع غزة بأنها "كذب وافتراء"، مؤكدًا أن الهدف هو منع وصول الموارد إلى حركة حماس.
لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ترى أن استخدام التجويع كسلاح مباشر ضد المدنيين يعد جريمة حرب، وفقًا للقوانين الدولية اتفاقيات جنيف (1949) وبروتوكول 1977 و نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (1998) و قرار مجلس الأمن 2417 (2018).
رغم أن المؤشرات الفنية لتصنيف الوضع في غزة كمجاعة باتت مكتملة، إلا أن الإعلان الرسمي من الأمم المتحدة لا يزال معلقًا.
وفي ظل تعنت الاحتلال واستمرار الحصار، يزداد الخطر يومًا بعد يوم، وتبقى أرواح الأطفال معلقة بين الجوع والسياسة.