توفي أسطورة المصارعة الأمريكية هالك هوجان، عن عمر ناهز 71 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة داخل منزله بولاية فلوريدا، لتطوى صفحة أحد أعظم رموز المصارعة والترفيه في القرن العشرين، بعد مسيرة حافلة بالبطولات والتحديات والألم المزمن.
سنوات من الألم و جسد أنهكه المجد
رغم الألقاب والشهرة العالمية، فإن حياة هوجان في العقد الأخير كانت بعيدة عن الأضواء ومليئة بالمعاناة الصحية، أكثر من 25 عملية جراحية خضع لها، شملت استبدال الركبتين والوركين والكتفين، إلى جانب تدخلات دقيقة في العمود الفقري والرقبة.
واحدة من أكثر لحظاته مأساوية تمثلت في إصابته بشلل نصفي مؤقت، نتيجة خطأ طبي خلال جراحة في الظهر، أفقده الإحساس بنصفه السفلي وأجبره على استخدام عصا للمشي حتى وفاته. ورغم تدهور حالته، ظل يقاوم، متمسكًا بمكانته في ذاكرة الجماهير.
أزمة قلبية تنهي صراعه الأخير
بحسب بيان لشرطة مدينة كليرووتر بيتش، استجابت فرق الطوارئ لنداء استغاثة في الساعة 9:51 صباحا بعد إصابته بنوبة قلبية حادة، لتتم محاولة إنعاشه ونقله إلى مستشفى "مورتون بلانت"، حيث أُعلن عن وفاته هناك.
وأكدت السلطات أن الوفاة لا تحمل أي شبهة جنائية، حيث تدهور وضعه الصحي في الأسابيع الأخيرة.
الظهور الأخير ومؤشرات النهاية
في مايو الماضي، ظهر هوجان في مقابلة تلفزيونية على قناة "Fox & Friends" للترويج لدوري مصارعة جديد بعنوان Real American Freestyle. إلا أن مظهره المرهق خلال اللقاء أثار قلق المتابعين، وتكثفت التكهنات حول حالته الصحية، خصوصًا بعد تصريحات من مقربين أفادت بدخوله المستشفى لاحقًا، وهو ما نفته العائلة في حينه.
وكان آخر ظهور علني له في صورة التقطت مع حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، في 25 مايو، بدا فيها مسترجعًا بعضًا من قوته، قبل أن تختفي أخباره مجددًا وتعود الشائعات لتحيط بحالته.
مطالبات بجنازة رسمية
وفور إعلان وفاته، شهدت مواقع التواصل الأمريكية موجة من ردود الفعل العاطفية والجدلية، تجاوزت الحزن المعتاد إلى مطالبات بمنحه جنازة رسمية، حيث دعا كثيرون، خاصة من أنصار التيار المحافظ، إلى تكريم هوجان كشخصية وطنية تتجاوز حدود الرياضة، لرمزيته في فترة مفصلية من الثقافة الأمريكية.
بعض الأصوات على منصة X طالبت بتشييع يليق بـ"رمز أمريكي"، فيما وجه آخرون نداءات مباشرة للرئيس دونالد ترامب لمنح المصارع الراحل تكريما يوازي وقوفه العلني إلى جانبه في السنوات الماضية.
رمز ثقافي لا يُنسى
منذ بداياته في أواخر السبعينيات، لم يكن هوجان مجرد نجم حلبة، بل أصبح أيقونة ثقافية أمريكية، دخل البيوت بشخصيته المسرحية "هولكمانيا"، ونجح في عبور حلبات المصارعة إلى شاشات السينما والتلفزيون وحتى المشهد السياسي.
من أبرز محطاته الخالدة، مشاركته في 8 نسخ من WrestleMania، ولا سيما مواجهته التاريخية مع العملاق أندريه ذا جاينت أمام أكثر من 93 ألف متفرج عام 1987، كما توج ببطولة WWE ست مرات، محققا قاعدة جماهيرية لا تضاهى.
برحيل هالك هوجان، يطوي عالم المصارعة صفحة أحد أكثر نجومه تأثيرا، رجل لم يكن مجرد مقاتل على الحلبة، بل رمز لشغف جماهيري لم ينطفئ رغم سنوات الغياب، وبينما طواه الموت، ستظل ذكراه حية في قلوب عشاق المصارعة والبوب الأمريكي، كرمز للبطولة والإصرار، وأسطورة صنعت من الألم مجدا.