تتجه أنظار العالم إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يجتمع الرئيس دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، الإثنين، في لقاء وصف بأنه “حاسم” لمسار الحرب الروسية الأوكرانية.
ويشارك في المحادثات عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو.
الاجتماع يأتي في توقيت بالغ الحساسية، وسط ترقب دولي لمخرجاته التي قد تعيد رسم خريطة الصراع.
فبينما يرفع زيلينسكي شعار “السلام العادل والدائم”، يتمسك ترامب برؤية تدعو إلى وقف الحرب سريعًا حتى وإن اقتضى الأمر تنازلات من الجانب الأوكراني.
وبين ضغوط الحلفاء الأوروبيين وحسابات القوى الكبرى، يظل السؤال مطروحًا: هل تنجح قمة واشنطن في فتح طريق نحو التسوية، أم تظل الحرب معلقة على جولة جديدة من المفاوضات المعقدة؟.
قال الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن المشهد المرتبط بالحرب الروسية الأوكرانية يشهد تطورات متسارعة ومسارات متباينة، مشيرًا إلى أن لقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين أزال جزءًا من الجمود، وحقق بعض المكاسب، خصوصًا للجانب الروسي.
وأضاف سليمان أن “بوتين خرج من اللقاء وقد حصد مكاسب سياسية كان بعضها محل انتقاد داخل الولايات المتحدة، وأثار كذلك قلقًا واضحًا لدى الأطراف الأوروبية”.
وأوضح أن اجتماع ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعكس قناعة متزايدة لدى ترامب بأن على أوكرانيا القبول بالأمر الواقع، بما يعني خسارة شبه جزيرة القرم والأراضي التي تسيطر عليها روسيا، لافتًا إلى وجود محاولات أمريكية لإغلاق هذا الملف، لكنها تصطدم بمقاومة أوكرانية مدعومة بضغوط ودعم أوروبي.
وأكد أن “الأطراف الأوروبية تعيش حالة من الانزعاج، ولديها هواجس من التقارب الأمريكي الروسي، وهي تسعى من خلال لقاءات متكررة مع زيلينسكي إلى تأكيد الدعم والصمود في مواجهة هذا السيناريو”.
وأشار سليمان إلى أن هذه التطورات المتسارعة “ليست في صالح أوكرانيا”، خاصة في ظل خسارتها الاقتصادية من صفقة المعادن الأخيرة، فضلًا عن احتمالات خسارة المزيد من الأراضي لصالح روسيا في حال التوصل إلى اتفاق سياسي، أو استمرار الحرب في حالة من الجمود.
وتابع: “نحن أمام مرحلة فارقة وصعبة، يتراجع فيها مستوى الدعم الأمريكي مقارنة بما كان في السابق، في حين تبدو أوروبا منزعجة وغير قادرة على تقديم دعم يعادل حجم الدعم الأمريكي، وهو ما يمنح روسيا تفوقًا نسبيًا”.
ولفت إلى أن السيناريوهات المقبلة تتراوح بين:
- السيناريو الأول: الضغط على زيلينسكي للقبول باتفاق سياسي يكرس المكاسب الروسية، وهو سيناريو صعب في ظل مقاومة أوروبية واضحة.
- السيناريو الثاني: عودة الدعم الأمريكي لصالح أوكرانيا، لكنه احتمال ضعيف في ظل غياب الدوافع القوية لدى ترامب.
- السيناريو الثالث: استمرار الوضع الراهن عبر جولات عسكرية محدودة وخطوات دبلوماسية شكلية دون نتائج ملموسة.
واختتم سليمان تصريحاته قائلًا: “في جميع الأحوال، تبدو روسيا الطرف الأكثر قوة وثباتًا في هذه المرحلة، وهو ما يضع أوروبا وأوكرانيا أمام تحديات معقدة خلال الفترة المقبلة".