قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد مندور يكتب.. طارق نور .. وحواديت خالد جلال

محمد مندور
محمد مندور

في واحدة من الليالي المبهجة داخل استوديو المواهب بمسرح مركز الإبداع الفني شاهدت وعشت لحظات من المتعة مع عرض مسرحية حواديت، التي يواصل من خلالها المخرج المبدع خالد جلال تأكيد ريادته في صناعة أجيال جديدة من الممثلين الشباب، وتقديم تجارب مسرحية تحمل مزيجا من الفن والوعي. 

عرض "حواديت" جاء امتدادا لمشروع خالد جلال الذي لا يكتفي بإخراج المسرحية بل يصنع مدرسة كاملة من المواهب تخرج منها خلال السنوات الماضية أسماء أصبحت نجوما في الدراما والسينما.

اللافت في تلك الأمسية الفنية كان حضور رجل الإعلام وصاحب البصمة المؤثرة في صناعة الإعلان والتسويق طارق نور الذي جلس يتابع العمل بشغف وسط الجمهور. فقد اعاد وجوده إلى أذهاني تجربته السابقة في تبني تسجيل وإذاعة مسرحية قهوة سادة على شاشة التلفزيون، وهي التجربة التي جعلت الجمهور العريض يتعرف على طاقة الشباب المسرحي الذي تخرج من تحت يد خالد جلال وأتاحت للمسرح مساحة واسعة من الانتشار.

الآن وبعد مرور أكثر من عقد على تلك المبادرة التي تبناها طارق نور يظل السؤال مطروحا، - وإن شئت قل رجاء- لماذا لا يعاد إحياء التجربة مرة أخرى من خلال تسجيل مسرحيات وعروض وزارة الثقافة وإتاحتها عبر القنوات الفضائية أو المنصات الرقمية ليصل الإبداع إلى البيوت المصرية والعربية؟

فالمسرح الذي تقدمه وزارة الثقافة ليس مجرد عروض نخبوية داخل قاعات مغلقة بل هو ذاكرة فنية وإبداعية توثق لحظة من لحظات تطور الفن المصري عبر الاجيال. ومن الظلم أن تبقى هذه الأعمال حبيسة قاعات العرض دون أن تصل لجمهور أوسع بعد انتهاء مواسم العرض السنوية. فمعظم هذه العروض لا يعاد انتاجها مرة اخرى وبالتالي يضيع مجهود كبير لصناع العمل بانتهاء موسم العرض. 

قد يكون الحضور اللافت لطارق نور في عرض مسرحية حواديت فرصة لإعادة فتح هذا الملف، خصوصا وأننا في زمن تتسع فيه أدوات البث والتوزيع الرقمي ومعها – بلا شك-  تتضاعف قدرة الأعمال الفنية على التأثير في الجمهور. كما أن وزارة الثقافة يقودها الآن وزير فنان وهو الدكتور احمد فؤاد هنو وهو رجل متفتح على كل ما هو جديد لدمج الثقافة والفنون مع الوسائط الحديثة للإعلام.

فإذا كانت مسرحية قهوة سادة قد صنعت حالة جماهيرية كبيرة حينما خرجت عبر شاشة التلفزيون.. فما بالك بما يمكن أن تحققه مسرحيات جديدة من مدرسة خالد جلال وغيرها من إنتاج هيئات وقطاعات وزارة الثقافة؟ ففي مسارح قطاع الإنتاج الثقافي وقصور الثقافة ومهرجانات المسرح المختلفة في مصر الكثير من الأعمال الإبداعية التي لا تقل إتقانا عن عروض استوديو المواهب. لماذا تظل حبيسة عروض المسارح وتنتهي بانتهاء موسم العرض؟

المؤكد بالنسبة لي ولغيري من محبي المسرح أن تسجيل وإذاعة هذه الأعمال ليس مجرد مشروع إعلامي بل هو استثمار في الثقافة من جانب يحققق ربحا كبيرا للوزارة والفنانين، كما انه من جانب اخر – في غايية الاهمية- يتيح فرصة للجيل الجديد من المبدعين كي يجدوا مكانهم في وجدان المشاهدين على شاشات التلفزيون والمنصات الرقمية، وربما تفتح لهم هذه الخطوة ابوابا نحو النجومية كما حدث مع دفعات سابقة من ستوديو المواهب.

لو تحققت هذه الخطوة.. سيكون بطل كل عرض نشاهده هو من تبنى هذه الكنوز المسرحية وتولى توصيلها إلى ملايين المشاهدين عبر الشاشات؟