أعلن الجامع الأزهر عن توقف جميع الأنشطة داخل الجامع اليوم الخميس، وكذلك بفروع الرواق الأزهري في مختلف المحافظات.
وجاء في البيان أن يوم الخميس، الموافق 12 من شهر ربيع الأول لعام 1447 هـ - 4 سبتمبر 2025 م، يعد إجازة رسمية وفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء، احتفاءً بمولد نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، وبناءً على ذلك تتوقف جميع الأنشطة بالجامع الأزهر وفروع الرواق الأزهري بالمحافظات.
شيخ الأزهر: ميلاد النبي رسالة إلهية خاتمة
ومن جانبه أكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، خلال كلمته باحتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن ميلاده صلوات الله وسلامه عليه، ليس بميلاد زعيم من الزعماء أو عظيم من العظماء أو مصلح أو قائد أو فاتح مغوار، وإن كان كل ذلك، وأكثر منه، قد جمع له في إهابه النبوي الشريف، وله منه الحظ الأوفى والسهم الأوفر، وأن حقيقة الأمر في ميلاده-صلوات الله وسلامه عليه- أنه ميلاد «رسالة إلهية خاتمة» أرسل بها «نبي» خاتم، وكلف أن يدعو إليها كافة الناس في مشارق الأرض ومغاربها «بدعوة واحدة، وعلى سنة المساواة بين الشعوب والأجناس».
وأضاف أن أول ما نستروحه من نسائم هذه الذكرى الكريمة ومن نفحاتها، هو أن الاحتفال بها هذا العام هو احتفال بذكرى ضاربة في جذور الأزمان والآباد أمدا طويلا، ذكرى مرور ألف وخمسمائة عام على مولده ـ صلى الله عليه وسلم-.
ولفت إلى أن ذكرى المولد في عامنا هذا هي الذكرى المئوية التي تكتمل بها مرور ألف وخمسمائة عام على مولده، وأن هذه الذكرى لا تتكرر إلا على رأس مائة عام من عمر الزمان، قائلا: "لعلها بشرى لنا معشر أبناء هذا الجيل – لتفريج الكرب عن المكروبين وإزاحة الهم والغم عن البؤساء والمستضعفين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وبالرحمة التي أرسلت بها رسولك إلى العالمين".
وبين شيخ الأزهر، أن صفة «الرحمة» كانت من أخص خصائص صفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، التي صدرت عنها كل أفعاله وأقواله وتصرفاته مع أهله وأصحابه وأصدقائه وأعدائه على امتداد عمره الشريف.
وأوضح أنها كانت الأنسب والأشبه بالدعوة العابرة لأقطار الدنيا، والمتعالية فوق حدود الزمان والمكان، كما كانت بمثابة التأهيل الذي يشاكل الرسالة في عمومها وعالميتها، لتسع الناس بكل ما انطوت عليه أخلاق بني آدم، وحظوظهم من الخير والشر، والبر والفجور والعدل والظلم والهدى والضلال والطاعة والمعصية.
وسلط الإمام الأكبر الضوء على أحد أبرز تجليات الرحمة النبوية، وهو التشريع الإسلامي للحرب، مؤكدا أن الإسلام وضع قواعد أخلاقية صارمة للحرب لم تعرفها البشرية من قبل، حيث جعل القتال مقتصرا على دفع العدوان، وحرم الإسراف في القتل والتخريب، وشدد على حرمة قتل غير المقاتلين كالأطفال والنساء والشيوخ ورجال الدين.