قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما الفرق بين التوكل على الله والتواكل؟.. الأزهر يجيب

التوكل على الله والتواكل
التوكل على الله والتواكل

أمرنا الشرع الشريف بحسن التوكل على الله والسعي في طلب الرزق، ونهانا عن التواكل ولكن ما بين التوكل على الله والتواكل يختلط الأمر على الناس كثيرا، وفي السطور التالية نتعرف على الفرق الجوهري بين الأمرين.

حكم التوكل على الله والتواكل

التوكل على الله أمر مطلوب شرعا فليس على المؤمن إلا أن يسعى ويتوكل على الله ولا يصح أن يتوكل العبد منا على شيء من الأسباب أو الأشخاص إلا الله سبحانه وتعالى.

أما التواكل فهو أمر منهي عنه شرعا، فيه مضرّة بترك العمل وترك الأخذ بأسباب الوصول لمراد الإنسان.

الفرق بين التوكل على الله والتواكل

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن من الأسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة اسم "المتوكل"، مشيرًا إلى ما جاء في التوراة من وصفه: «يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل».

وأوضح الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية أن هذا الاسم الشريف يعكس حقيقة التوكل على الله عز وجل، وهو اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع الأضرار، مع الالتزام بالأسباب المشروعة، دون كسل أو تواكل. 

وأشار الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية إلى أن النبي ﷺ كان قدوة في هذا المعنى، حيث استعاذ بالله من الكسل، وحثّ على الجد والاجتهاد في شؤون الدين والدنيا، لافتا إلى أن الإسلام يرفض التواكل ويدعو إلى السعي والعمل مع صدق التوكل.

فضل التوكل على الله

وكانت دار الإفتاء المصرية كشفت عن فضل التوكل على الله وذلك حيث نشرت آراء عدد من العلماء ومنهم:

عن أبي تميم الجيشاني، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» أخرجه الترمذي في" سننه"، وقال عقبه: هذا حديث حسن صحيح.

يتحدث الحديث عن قيمة التوكل في حياة المسلم، فما هي حقيقة التوكل؟ وهل التوكل يعني عدم العمل والسعي؟

يقول الإمام الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى: "اعلم أن التوكل محله القلب، وأما الحركة بالظاهر فلا تنافي التوكل بالقلب بعد ما تحقق العبد أن الثقة من قبل الله تعالى؛ فإن تعسر شيء فبتقديره، وإن تيسر فبتيسيره".

ويقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "اعلم أن تحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه المقدورات بها، وجرت سنته في خلقه بذلك، فإن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة له، والتوكل بالقلب عليه إيمان به، كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ [النساء: 71] ، وقال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾ [الأنفال: 60]، وقال: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ﴾ [الجمعة: 10]".