قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل بول الرضيع ينجس الثوب وينقض الوضوء؟ الدكتور عطية لاشين يجيب

الطهارة
الطهارة

ورد سؤال للدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، من سائل يقول: "لدي طفل رضيع أقوم بتنظيفه من النجاسة وأحيانا يبول على ثيابي، فهل بوله ينجس ثوبي، وينقض وضوئي؟".

وأجاب لاشين قائلا:
"الحمد لله، أحب من عباده التوابين والمتطهرين، والصلاة والسلام على من كان أطهر المتطهرين، وأنظف المتنظفين، وكان معروفا بريحه الطيب بين الصحابة أجمعين.

وبعد، فإن من حقوق الطفل على أبويه القيام على تربيته، والسهر على رعايته وراحته حتى يكتمل عوده، ويستقيم بنيانه، ويغدو رجلا سويا يواجه الحياة، فإن قام الأبوان بذلك، فقد أديا ما عليهما، وبرئت ذمتهما، وإلا فإن الله سائلهم عن ذلك إن فرطوا أو قصروا. 

روى عن الرسول الكريم قوله: "كلكم راع، وكل راع مسؤول عن رعيته" إلى أن قال: "والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها".

وبخصوص واقعة السؤال نقول:
إن الشرع الحكيم خفف في طهارة بول الصبي الذي يصيب ثياب أمه، ويسر في إزالته طبقا لقاعدة "المشقة تجلب التيسير"، وجعل الطهارة منه تحصل برش الماء عليه إذا كان ذكرا، ولم يطعم غير اللبن أو كان اللبن طعامه الرئيسي وغذاءه الأصيل.

ودل على أن بول الصبي الذي لم يطعم غير اللبن يطهر برش الماء عليه ما يلي:

روى أبو داود في سننه عن لبابة بنت الحارث: قالت: "كان الحسن بن علي في حجر النبي فبال على ثوبه، فقلت يا رسول الله: البس ثوبا، وأعطني إزارك حتى أغسله، فقال: إنما يغسل من بول الأنثى، وينضح من بول الذكر".

وروى الترمذي عن أم قيس بنت محصن: قالت: "دخلت بابن لي على النبي لم يأكل الطعام فبال عليه فدعا بماء فرشه عليه" ولفظ البخاري: "أنها أتت النبي بابن لها صغير لم يأكل الطعام فأجلسه رسول الله في حجره، فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه ولم يغسله".

كما ذكرنا، فإن السبب في التيسير في إزالة هذه النجاسة هو كثرة المشقة الناجمة عن عدم التيسير فيما لو ألحقنا بول الصبي ببول الكبير في كيفية التطهير، والمشقة تدعو إلى التيسير.

 كما أن الأحاديث السابقة تدل على حسن المعاشرة واللين، والتواضع والرفق بالصغير، ودلت ثانيا على جواز الذهاب بالأطفال إلى أهل الفضل والصلاح للتبرك بهم كما حصل ذلك مع إمام الورعين وأول الصالحين سيدنا محمد النبي الأمين.

أما التفرقة بين الصبي والصبية في كيفية التطهير فذلك راجع إلى شدة تعلق النفوس بالذكور وحرصهم على مداعبتهم وملاعبتهم، فخفف ذلك رفعا للحرج على المؤمنين.

 كما أن مخرج البول من الصبي ضيق فيرش البول رشا، ومن الجارية واسع فيصب البول صبا، فيقابل الرش بالرش، والصب بالصب.

أما عن علاقة ذلك بانتقاض الوضوء، فالجواب أنه ليس لذلك علاقة بانقضاض الوضوء، فيبقى وضوء الأم قائما ولو أصاب ثوبها بول صبيها أو حتى بول أو غائط الكبير. 

غاية ما في الأمر أن تزال هذه النجاسة فقط ويظل الوضوء صحيحا، لأن إصابة البدن بالنجاسة ولو من كبير ليس من نواقض الوضوء".