قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر منشورا جديدا على صفحته الرسمية على فيس بوك: إن من أهم دعائم احترام الآخر: المحافظة على حق الحريَّة؛ فالإسلام جعل باب الحرية مفتوحًا على مصراعيه بضوابطه.
وتابع: ففي الحرية الدينية جعل للإنسان كامل الحرية في اختيار عقيدته: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]، ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، وفي الحرية الفكرية بنى الإسلام الاعتقاد الصحيح على النظرة في الكون: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ﴾ [العنكبوت: 20].
حدود الحرية في الإسلام
رد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على سؤال " ما هي حدود الحرية في الإسلام، وقال إن كل حق يقابه واجب، وهذا أمر مقرر شرعًا ودستورًا وعرفًا.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الحرية لها ضوابط، فهناك حرية للفكر، ولها ضوابط وحدود، وأن الله قال في كتابه " وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".
ولفت إلى أن الحرية ليست فوضى، فهناك ثوابت على الجميع الالتزام بها، ولا تخضع لـ إبداء رأي من أي شخص، ولذلك على كل شخص احترام حقوق الآخر، وأن الإسلام سبق القوانين الحديثة.
وأشار إلى أن كل إنسان حر إذا كان ذلك لا يسبب فتنة، أو مشكلة في المجتمع، وعلى رجال الدين الحفاظ على حقوق الإنسان، وأن العلماء هم من لهم الحق في الحديث عن الأمور الدينية.
حرية الإنسان
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الشباب في عمر العشرينات قد يواجهون العديد من التحديات الفكرية، ومن بينها الأفكار الشيطانية أو تلك التي تنبع من النفس الأمارة بالسوء، مضيفًا: "غالبًا ما تكون الدوافع وراء الإلحاد سلوكية، خصوصًا عندما يسعى الفرد وراء شهواته وملذاته، ويبحث عن فكر يبرر له تلك الرغبات، ويجعله يعيش بلا قيود أو التزامات".
الإلحاد النفعي
وأوضح «الجندي» خلال حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن الإلحاد النفعي هو نوع من الإلحاد الذي يسعى فيه الفرد إلى الهروب من التزاماته الأخلاقية والدينية، حيث يبحث عن نوع من الحرية المطلقة بعيدًا عن أي قيود قد تقيّد سلوكه.
حياة بلا ضوابط
وقال: "الملحدون في هذه الحالة يريدون أن يعيشوا كما يأكل الأنعام، لا يتقيدون بأي قواعد أخلاقية أو دينية، ولا يشعرون بالمسئولية تجاه تصرفاتهم.. وهذا يؤدي إلى حياة بلا ضوابط، وهو ما يضر بالفرد والمجتمع على حد سواء، وهذه نظرة خطيرة على الإلحاد، لأنه يخرج الفرد من دائرة القيم الأخلاقية، سواء كانت قيمًا دينية أو اجتماعية أو مجتمعية.. هذا الخروج من قيود الأخلاق يشكل تهديدًا حقيقيًا لأن الإنسان يصبح بلا ضوابط، يفعل ما يشاء في أي وقت ومكان، وهذا مفهوم أعور لمعنى الحرية".
وأوضح أنه من أجل التصدي لهذه الأفكار، يجب على الفرد أن يحدد أولاً دور نفسه في الحياة: "هل أنت إله أم عبد؟".. وإذا قررت أنك عبد، فأنت بحاجة إلى الانقياد والاتباع لله سبحانه وتعالى، لأن الإنسان لا يمكن أن يكون إلهًا.. لا يستطيع أن يخلق شيئًا أو يتحكم في الكون، فهو في حاجة دائمة إلى الغذاء، والدواء، والمأوى، وحتى العلاج. هذا يثبت أنه عبد لله، ويجب أن يلتزم بطاعته.
وأكمل: "حرية الإنسان الحقيقية هي أن يكون منقادًا لما يرضي الله، وأن يتحلى بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع وتحافظ على توازنه.. أما مفهوم الحرية كما يروج له البعض، والذي يقوم على التفلت من القيود والقيم، فهذا ليس حرية حقيقية، بل هو هروب من مسئوليات الحياة".