أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، على توقيع قرار تنفيذ مخطط E1 الاستيطاني المثير للجدل، والذي يقضي بفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل كامل، عبر ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بمدينة القدس الشرقية.
وأكد نتنياهو بوضوح رفضه لإقامة دولة فلسطينية، في تحدٍ صريح للمجتمع الدولي الذي يرفض هذا المشروع منذ عقود.
تصريحات نتنياهو من قلب المستوطنات
أدلى نتنياهو بتصريحاته خلال زيارته لمستوطنة "معاليه أدوميم"، حيث أعلن عن إضافة آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.
وقال: "قلت في اليوم الثاني من الحرب إننا سنغير الشرق الأوسط، وقد فعلنا ذلك خطوة بخطوة وأزلنا تهديداً وجودياً، وسنكمل المهمة"، مؤكداً أن مسار حكومته سيستمر رغم كل الاعتراضات.
الموقف الفلسطيني: الدولة قادمة لا محالة
في المقابل، سارع نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ إلى الرد عبر منصة "إكس"، حيث كتب: "الدولة الفلسطينية قادمة بحتمية انتصار الشعوب المقهورة والمُحتلة ورحيل الاحتلال وزواله، مهما تجبّر وتنمّر الاحتلال مصيره إلى الرحيل".
وأضاف الشيخ أن "لا E1 ولا غيرها من الإجراءات الاحتلالية ستمنع الشعب الفلسطيني من الوصول لأهدافه الوطنية المشروعة، بدعم وإسناد الأشقاء والأصدقاء في العالم".
انتقادات دولية متصاعدة
الخطوة الإسرائيلية قوبلت بموجة انتقادات دولية واسعة، حتى من دول تعتبر من أقرب حلفاء إسرائيل، وذلك بسبب تصعيدها الاستيطاني وتواصل حربها في غزة.
ودفعت هذه الممارسات بعض الدول الأوروبية إلى التوجه نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر عقدها هذا الشهر.
خرق للقانون الدولي
يرى المجتمع الدولي أن مشروع E1 يمثل خرقاً للقانون الدولي، باعتبار أن الاستيطان في الأراضي المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، غير شرعي.
كما أن تنفيذ هذا المشروع سيقضي فعلياً على إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً.
تفاصيل المخطط الاستيطاني E1
مخطط E1 ليس وليد اللحظة، بل تمت المصادقة عليه أول مرة عام 1999، على أراضٍ فلسطينية مساحتها 12 ألف دونم، أي ما يعادل 12 مليون متر مربع.
ويستهدف المخطط تعزيز مشروع "القدس الكبرى"، الذي يربط ثلاث كتل استيطانية رئيسية حول المدينة، وهي: "معاليه أدوميم" شرقاً، "جفعات زئيف" شمالاً، و"جوش عتصيون" جنوباً.
الهدف الاستراتيجي للمخطط
يهدف المخطط إلى ضمان التواصل الجغرافي بين المستوطنات الإسرائيلية شرق القدس، مقابل عزل الأحياء والقرى الفلسطينية وحرمانها من التواصل مع المدينة المقدسة.
وتعتبر "معاليه أدوميم" نقطة محورية في هذا المخطط، حيث تعد من أكبر المستوطنات وأخطرها استراتيجياً على إمكانية قيام دولة فلسطينية.
مشروعات استيطانية ضخمة
تشمل الخطط الاستيطانية إقامة مدينة ملاهي عملاقة على مساحة 800 دونم " تُعادل 1000 متر مربع (أو 0.1 هكتار)، تضم متنزهاً وبحيرة صناعية وملاعب رياضية وفنادق، في إطار سياسة تهدف إلى جذب السياحة للمناطق المحتلة.
كما تتضمن بناء حي استيطاني جديد باسم "مفسيرت أدوميم" يتألف من أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية لربط القدس الشرقية بمنطقة غور الأردن.
ربط المستوطنات وتعزيز السيطرة
يخطط الاحتلال أيضاً لربط مستوطنة "كيدار" بـ"معاليه أدوميم" عبر بناء مستوطنات جديدة في المنطقة الفاصلة بينهما، ما يجعل السيطرة الإسرائيلية على الضفة الشرقية للقدس شبه كاملة، ويعزل الفلسطينيين عن حدودهم الشرقية مع الأردن.
دلالات القرار وتبعاته
القرار الأخير الذي وقعه نتنياهو يمثل تصعيداً خطيراً قد يقضي على أي فرص لاستئناف عملية السلام، إذ يعني عملياً تقويض حل الدولتين.
ومع استمرار الرفض الدولي، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى قدرة المجتمع الدولي على كبح جماح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، في وقت يصر الفلسطينيون على أن دولتهم ستولد مهما حاول الاحتلال عرقلتها.