قالت السباحة السورية يسرى مارديني إن رحلتها من دمشق إلى الأولمبياد لم تكن مجرد مسيرة رياضية، بل كانت صراعًا من أجل النجاة، مشيرة إلى أن قصتها تعكس معاناة ملايين اللاجئين الذين فرّوا من ويلات الحرب بحثًا عن الأمان.
أوضحت مارديني: خلال لقائها ببرنامج "معكم" مع الإعلامية منى الشاذلي على قناة ON، "قد يصفني البعض بالسبّاحة الأولمبية أو سفيرة النوايا الحسنة، لكن قبل كل ذلك، أنا إنسانة أُجبرت على ترك وطني. لم أختر أن أكون لاجئة، بل كنت فتاة عادية تحيا حياة طبيعية في دمشق، وتحلم بالفوز بالميداليات الذهبية."
واستعادت مارديني ذكريات الحرب في سوريا، قائلة: "كانت السباحة كل حياتي، ووالدي كان مدربي وداعمنا الأول. لكن الحرب غيّرت كل شيء. لم نعد نعرف طعم الأمان، وسقط صاروخ على المسبح الذي كنا نتدرب فيه. حينها، بدأنا نشعر أن أحلامنا تُسرق منا."
وتابعت مارديني سرد تفاصيل رحلتها الشاقة إلى أوروبا، موضحة أنها بدأت من سوريا إلى لبنان، ثم إلى تركيا، قبل أن تركب قاربًا مطاطيًا مكتظًا باللاجئين لعبور بحر إيجه.
وأضافت: "كان القارب مخصصًا لستة أشخاص فقط، لكننا كنا عشرين. وبعد 20 دقيقة في البحر، تعطل المحرك. لم يكن هناك وقت للخوف، فقفزت أنا وأختي سارة واثنان آخران إلى الماء، وبدأنا في سحب القارب بأيدينا وأرجلنا. استغرقت الرحلة ثلاث ساعات ونصف، لكننا أنقذنا حياة 18 شخصًا كانوا معنا."
واختتمت مارديني حديثها برسالة إنسانية مؤثرة، مؤكدة أن قصتها ليست استثنائية، بل واحدة من قصص لا تُعدّ لملايين اللاجئين الذين فقدوا وطنهم، لكنهم لم يفقدوا الأمل.