قَالَ رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-: في الحديث الشريف عن مكفرات الذنوب «الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ لما بينَهنَّ إذا اجتنَبَ الْكبائرَ».
مكفرات الذنوب
وكثرة الاستغفار تُمحى الذنوب، وتُجلب النِّعَم، ويكافئ الله بها سعةً في الرزق، وقُوَّة في البَدَن، ووَفْرة في المال والولد، قال الله- تعالى- في سورة نوح، حكايةً عنه لقومه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}. [نوح: 10-13]
وفتح الله- تعالى- للمسلمين، باب التوبة والرحمة والمغفرة، بحيث إذا تابوا ورجعوا إليه؛ عفا عنهم برحمته ومغفرته وإحسانه.
ويصدق ذلك حديث رسول الله الذي يقول فيه: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ».
وأخرج الإمام أحمد في مسنده أيضًا، من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ».
التوبة من الذنوب
أكدت دار الإفتاء أنه مَن كان مِن المسلمين يفعل ذنبًا أو معصية؛ فعليه بالتوبة من ذلك، وقد تفضل الله- تعالى- على عباده بقبول توبتهم والعفو عن سيئاتهم، فمتى تاب العاصي من معصيته واستغفر الله لذنبه قَبِل الله توبته وغفر له.
وقال- تعالى-: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110]، وقال- عزَّ وجلَّ-: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25]، وهذا ما أخبر به النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في حديثه الشريف؛ فعن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه- رضي الله عنه، أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلَّم- قال: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ».