قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد اتفاق غزة لوقف النار.. مصر تصنع التاريخ من قلب شرم الشيخ

مصر تصنع التاريخ من قلب شرم الشيخ.. فهل يفوز السيسي بجائزة نوبل للسلام؟
مصر تصنع التاريخ من قلب شرم الشيخ.. فهل يفوز السيسي بجائزة نوبل للسلام؟

تمنح اللجنة النرويجية يوم غد الجمعة في أوسلو جائزة نوبل للسلام في ظل ترقب عالمي، بعد أن وصل عدد النزاعات المسلحة إلى مستوى مرتفع خلال العام الجاري.

وتستحق الدولة المصرية بمؤسساتها وشعبها جائزة نوبل للسلام على الجهد الكبير الذي بذلته مصر لإرساء الأمن والاستقرار في الإقليم خلال الفترة الماضية، حيث نجحت مصر بعدة وساطات في وقف نزيف الدم في غزة خلال العقد الأخير، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين وعدم اللجوء للحلول العسكرية، بالإضافة لمشاركتها في مبادرة الرباعية لتفعيل الحل السلمي في السودان، مع تحركاتها البارزة عبر وزارة الخارجية ومركز القاهرة لتسوية النزاعات في وقف النزاعات المسلحة في القارة الأفريقية وإرساء السلام.

مصر تصنع التاريخ من قلب شرم الشيخ

ونجحت جهود الوساطة المصرية بمشاركة قطر والولايات المتحدة وتركيا في التوصل لاتفاق حول آليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، وذلك بعد مفاوضات جادة وماراثونية أسفرت عن التوصل لاتفاق مبدئي بوقف الحرب.

وجاءت الاجتماعات التي تستضيفها شرم الشيخ تتويجًا للجهود الدبلوماسية والسياسية المصرية المكثفة التي تقودها القاهرة منذ نحو عامين لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تعد مصر من أوائل الدول التي تحركت باستضافة مؤتمر القاهرة في أكتوبر 2023، والذي حذرت فيه من اتساع رقعة الصراع في الإقليم.

وركزت جهود مصر على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والدفع نحو إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى النازحين الفلسطينيين، رغم فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا خانقًا يعرقل دخول أية مساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني، إلا أن الضغوطات المصرية نجحت في فك الحصار، لضمان وصول المساعدات للمدنيين المحاصرين في غزة.

وحشدت الدولة المصرية كافة أدواتها الدبلوماسية خلال السنوات الأخيرة دعمًا للقضية الفلسطينية وحقوق أبناء الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتأكيد على ضرورة تفعيل مسار حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لوقف الصراع والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أدركته الدول الأجنبية والأوروبية التي اختارت الاعتراف بدولة فلسطين والتأكيد على ضرورة حل الدولتين اتساقًا مع الرؤية المصرية، ودعمًا للمبادرة السعودية الفرنسية في هذا الشأن.

ونجحت جهود الوساطة المصرية في التوصل إلى هدنة إنسانية في غزة يناير الماضي، وذلك بعد تقديم القاهرة رؤية كاملة وشاملة تضمن التوصل لاتفاق، وهي الرؤية التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية وقطر، إلا أن الجانب الإسرائيلي تنصل من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق لرغبته في استمرار الحرب على غزة.

وأكدت مصر في كافة تحركاتها الإقليمية والدولية على رفضها التام لمحاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية، وشددت على أهمية دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" دوليًا، مؤكدة رفضها لأي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين بغرض تصفية القضية الفلسطينية، واستمرار الدعم المصري للحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني.

وعملت الدولة المصرية خلال الأعوام الماضية على استضافة مباحثات ومشاورات للفصائل الفلسطينية من أجل إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، والدفع نحو اتفاق الجانب الفلسطيني على رؤية وطنية موحدة متفق عليها، وذلك للدفع نحو تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط ودعم تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 بإرساء مبدأ حل الدولتين، ووضع حد لحالة التصعيد العسكري التي لن تكون حلًا للصراع الممتد منذ عقود بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

بدوره، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على شبكة "تروث نتورك" أن إسرائيل وحماس وقعتا المرحلة الأولى من الخطة.

وردًا على ذلك، كتب ترامب: "يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا المرحلة الأولى من خطتنا للسلام. هذا يعني أنه سيتم إطلاق سراح جميع المختطفين قريبًا جدًا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى الخط المتفق عليه، كخطوة أولى نحو سلام قوي ومستقر ودائم. ستُعامل جميع الأطراف بإنصاف".

ووصف ترامب في تغريدته أن ما تم يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولجميع الدول المحيطة، وللولايات المتحدة الأمريكية، متوجهًا بالشكر إلى الوسطاء من مصر وقطر وتركيا الذين عملوا معنا لإنجاح هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق. "طوبى لصانعي السلام".

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمة له أمس الأربعاء، دعوة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحضور مراسم توقيع اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة حال التوصل إليه.

دعوة أمريكية لمنح السيسي جائزة نوبل

دعا عضو الحزب الجمهوري الأمريكي مالك فرنسيس إلى منح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لدوره في إنجاح المرحلة الأولى من مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزة.

وقال فرنسيس، في مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الرئيس السيسي "يستحق الجائزة عن جدارة"، مشيرًا إلى أن جهوده الدبلوماسية والإنسانية خلال الأشهر الماضية كانت حاسمة في منع تهجير سكان غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن الرئيس المصري "لم يسعَ وراء مكاسب سياسية، بل عمل من أجل السلام الحقيقي"، مؤكدًا أنه "الشخص الأنسب لنيل هذه الجائزة الدولية"، لما أبداه من ثبات دبلوماسي، والتزام إنساني، ورؤية استراتيجية ساهمت بشكل مباشر في الوصول إلى "لحظة تاريخية" في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأشار فرنسيس إلى أن الدور المصري، بقيادة الرئيس السيسي، شكّل ركيزة أساسية في جهود الوساطة الدولية، وساهم في خلق بيئة مواتية للتفاوض بين الأطراف كافة، مما مهّد الطريق أمام اتفاق وقف إطلاق النار الذي يُنظر إليه على أنه خطوة أولى نحو تسوية شاملة.

وكان قد قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: "لقد شهد العالم لحظةً تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب. فمن شرم الشيخ — أرض السلام ومهد الحوار والتقارب — تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة، بعد عامين من المعاناة الإنسانية المُوجعة."

وأضاف أن هذا الاتفاق تم وفقًا لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وبرعاية مشتركة من جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية.

وبذلك، تتجه الأنظار إلى أوسلو وسط توقعات واسعة بأن تكون مصر كلمة السر في نوبل للسلام، بعد أن حوّلت منطق الحرب إلى إرادة سلام، وأعادت إلى الشرق الأوسط بريق الأمل في مستقبل تسوده العدالة والاستقرار.