في محاولة جديدة للتهرب من المساءلة القضائية؛ زعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، إصابته بالتهاب في الشعب الهوائية امتد بحسب قوله إلى الحلق؛ ما دفعه لطلب تقصير مدة شهادته أمام المحكمة في قضايا الفساد التي تلاحقه.
مزاعم نتنياهو فضحها تقرير طبي نشر في صحيفة "معاريف" العبرية، حيث أكد أن ما قاله نتنياهو "لا يستند إلى أي أساس طبي"، بل يتناقض مع أبسط المفاهيم التشريحية والفيزيولوجية في الطب.
وقال نتنياهو للقضاة: "طبيبي أخبرني أنني بحاجة إلى الراحة لعدة أيام، لدي التهاب شعبي يرفض التلاشي، وقد صعد إلى الحلق"، طالبا تقليص ساعات حضوره إلى المحكمة.
صحيفة "معاريف"، استنادا إلى خبراء في طب الجهاز التنفسي، أوضحت أن الشعب الهوائية (Bronchi) والحلق (Larynx/Pharynx) هما عضوان مختلفان تماما من حيث الوظيفة والموقع، ولا يمكن أن تنتقل العدوى من أحدهما إلى الآخر كما ادعى نتنياهو.
وأوضح خبير أمراض صدرية للصحيفة أن "الشعب الهوائية تقع في عمق الرئتين، بينما الحلق هو جزء علوي من الجهاز التنفسي مسؤول عن البلع وإصدار الصوت"، مشيرا إلى أن الربط بينهما "مماثل للقول بأن التهاب المثانة قد يصعد إلى العين ببساطة، لا توجد صلة".
وأضاف التقرير أن التهاب الشعب الهوائية عادة ما يصيب المجاري التنفسية السفلية، ويسبب السعال والبلغم وضيق التنفس، بينما تتجلى التهابات الحلق في أعراض كالبحة وألم البلع –وهي أمراض لا تتداخل من حيث الأسباب أو التأثير أو طرق العلاج.
وأشار التقرير الطبي إلى أن الادعاء بـ"انتقال الالتهاب من الشعب الهوائية إلى الحلق"؛ ليس أكثر من محاولة بلاغية غير دقيقة، بل "مضللة"، خاصة في سياق استخدامها لتبرير تغيّب رئيس حكومة عن جلسة محاكمة حاسمة.
ويأتي هذا الجدل الطبي وسط شكوك واسعة في الأوساط القضائية والإعلامية حول نوايا نتنياهو، الذي يواجه منذ سنوات سلسلة من لوائح الاتهام في قضايا فساد ورشى وخيانة الأمانة، وسط محاولات متكررة لتأجيل أو تعطيل سير العدالة.