تواجه شركة فورد الأمريكية تحديات كبيرة بعد الحريق الذي اندلع في مصنع الألومنيوم التابع لشركة نوفيليس، ما أدى إلى تعطيل إنتاج شاحنتها الأشهر F-150، إلا أن الشركة أعلنت عن خطة إنقاذ واسعة لتعويض الخسائر وزيادة الإنتاج خلال عام 2026، مع استثمارات ضخمة وتوظيف مئات العمال الجدد.
حريق "نوفيليس" يعطل الإنتاج ويكبد فورد خسائر بالمليارات
أدى الحريق الذي شبّ في مصنع نوفيليس، المورد الرئيسي للألومنيوم المستخدم في تصنيع شاحنات فورد، إلى توقف جزئي في خطوط الإنتاج وتراجع الإمدادات الحيوية.
وأشارت فورد إلى أن تداعيات هذا الحريق قد تكلفها ما يقرب من مليار دولار خلال عامي 2025 و2026، رغم الجهود الجارية لتقليل الأضرار واستعادة وتيرة العمل تدريجيًا.
زار الرئيس التنفيذي لشركة فورد “جيم فارلي” المصنع المتضرر وأوضح أن فرق العمل تعمل بشكل مكثف مع نوفيليس وشركاء آخرين لتأمين كميات الألومنيوم اللازمة لتشغيل قسم الدرفلة الباردة بالمصنع الذي ما زال يعمل جزئيًا، مضيفًا أن هذه الإجراءات ساعدت في الحد من الخسائر المتوقعة لعام 2025، تمهيدًا لاستعادة الإنتاج الكامل في العام التالي.
خطة إنتاج جديدة تضيف 45 ألف شاحنة F-150
ضمن خطة التعافي، أعلنت فورد عن إضافة وردية عمل ثالثة في مصنع شاحنات ديربورن بولاية ميشيجان، لتوظيف حوالي 1200 عامل جديد، إضافة إلى أكثر من 170 موظفًا إضافيًا في مصانع الختم والتصنيع المتنوعة التابعة للشركة في المنطقة نفسها.
وتسعى فورد من خلال هذه الخطوة إلى إنتاج أكثر من 45 ألف شاحنة إضافية من طراز F-150 خلال عام 2026، مع التركيز على الطرازات العاملة بمحركات البنزين والهجينة، في ظل استمرار توقف إنتاج النسخة الكهربائية F-150 Lightning إلى أجل غير مسمى، بعد أن فشلت في تحقيق المبيعات المتوقعة.

استثمار جديد بقيمة 60 مليون دولار في مصنع كنتاكي
إلى جانب زيادة إنتاج F-150، تستثمر فورد 60 مليون دولار في مصنع شاحنات كنتاكي لتسريع وتيرة إنتاج طراز F-Series Super Duty الشهير.
وتهدف هذه الاستثمارات إلى رفع وتيرة الإنتاج بمعدل شاحنة إضافية كل ساعة، ما يضيف أكثر من 5000 وحدة جديدة سنويًا.
كما ستستخدم هذه الأموال في تدريب الموظفين الجدد وتحسين كفاءة خطوط التجميع، مع توقع إضافة أكثر من 100 وظيفة جديدة في المصنع.
أكثر من 50 ألف شاحنة إضافية و1000 فرصة عمل جديدة
بشكل إجمالي، تتوقع فورد أن تؤدي هذه التوسعات إلى زيادة الإنتاج بأكثر من 50 ألف شاحنة سنويًا وتوفير نحو 1000 فرصة عمل جديدة.
وقال "كومار جالهوترا" الرئيس التنفيذي للعمليات في فورد: "يعتمد ملايين الأمريكيين على شاحنات F-Series، المركبة الأكثر رواجًا في الولايات المتحدة، ونحن نحشد مواردنا لتلبية هذا الطلب المتزايد."
ورغم الأزمة، نجحت فورد في تحقيق إيرادات قياسية بلغت 50.5 مليار دولار في الربع الثالث من العام، بزيادة قدرها 9% عن الفترة نفسها من العام الماضي، مع صافي أرباح بلغ 2.4 مليار دولار.
لكن الشركة أشارت إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب لا تزال تُكلفها نحو 700 مليون دولار إضافية سنويًا.
وفي ظل هذه التحديات، تتوقع فورد أن تنهي عام 2025 بأرباح تشغيلية قبل الفوائد والضرائب تتراوح بين 6 و6.5 مليار دولار، وتدفقات نقدية حرة تتراوح بين 2 و3 مليارات دولار، ما يعكس قدرتها على الصمود والتكيف مع الأزمات الصناعية العالمية.