قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لماذا تعيش النساء أطول من الرجال؟ .. علماء ألمان يكشفون السر

دراسة العمر بين النساء والرجال
دراسة العمر بين النساء والرجال

في بحث علمي حديث نُشِر في مجلة Science Advances، كشف فريق من العلماء الألمان عن أدلة تشير إلى أن الفوارق في متوسط العمر بين الجنسين ليست مجرد صدفة، بل هي نتاج تفاعل بين العوامل الوراثية، واستراتيجيات التزاوج، والبيئة التطورية. 

تشير الدراسة إلى أن في غالبية فصائل الثدييات، تعيش الإناث مدة أطول من الذكور. على سبيل المثال، في القردة، أظهرت الإناث تفوقًا واضحًا في طول العمر بالمقارنة مع الذكور.  

الباحثون اعتمدوا على قاعدة بيانات تضم سجلات بيطرية وأنظمة معلومات الحيوان في الحدائق (في الأسر)، ما مكنهم من مقارنة الفروقات في متوسط الحياة بين الجنسين عبر مئات الأنواع. 

لماذا تعيش النساء أطول؟

أحد التفسيرات التي يطرحها البحث هو ما يُعرف بـ “فرضية الجنس غير المتماثل” (heterogametic sex). في الثدييات، تمتلك الإناث زوجين من كروموسوم X، في حين يملك الذكور كروموسوم X وكروموسوم Y، ما يجعلهم عرضة أكثر للطفرات الضارة التي قد تُعبّر إذا لم يكن هناك نسختان متماثلتان. ولكن الدراسة تشير إلى أن هذا العامل لا يفسر كل الفوارق، خاصة في بعض الفصائل التي تنحرف عن النمط العام.

إلى جانب التأثير الوراثي، يلعب التنافس على التزاوج (الانتقاء الجنسي) دورًا مهمًا في الفجوة بين الجنسين. ففي كثير من الثدييات التي تتبع أنماطًا تزاوجية تنافسية، يتحمّل الذكور تكلفة أكبر في تطوير صفات تستقطب الإناث (مثل الحجم أو الأسلحة الدفاعية)، مما قد يقصر عمرهم. 

كما أن دور الأبوة والأمومة قد يؤثر، إذ إن الإناث في كثيرٍ من الأنواع تستثمر في تربية النسل، وهو قد يكون مرتبطًا انتخابيًا بعدد من الضغوط التطورية التي تعزز بقاء الإناث لفترات أطول. 

في الأسر مقابل البرية

من المثير أن الفارق في الأعمار لم يختفِ حتى في البيئات المحمية كحدائق الحيوان، حيث تنخفض عوامل الإجهاد والتهديد الخارجي. بيد أن الفارق غالبًا ما يكون أقل وضوحًا من تلك الموجودة في الحياة البرية. 

هذا يُشير إلى أن العوامل الوراثية والاختيار الجنسي تُمثّل قاعدة ثابتة للفرق في العمر، فيما تُعد البيئة مضيفة لتقوية الفوارق أو تضعفها. 

وبحسب العلماء، يُظهر هذا البحث أن الفرق في متوسط العمر بين النساء والرجال ليس مبتورًا من العوامل الاجتماعية أو السلوكيات فحسب، بل أن جذوره تمتد في تاريخ التطور وعملية الانتقاء الطبيعية. وقد لا تختفي هذه الفوارق حتى مع تقدم الطب وتحسّن ظروف المعيشة، لأنها موزعة في أعماق بنية الحياة البيولوجية لبعض الكائنات، بما في ذلك البشر.