قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو «مستعدة لحوار جدّي»، وأعرب عن توقّع وصول وفد أمريكي إلى روسيا الأسبوع المقبل لمتابعة مسار المفاوضات بشأن النزاع في أوكرانيا، وفقا لـ ذا موسكو تايمز.
وفي السياق ذاته، أكّد مساعد بوتين، يوري أوشاكوف، أن اجتماعًا عُقد في أبوظبي يوم 25 نوفمبر بين وفدين: أحدهما روسي والآخر أوكراني، تضمّن مناقشات حول “قضايا أمنية حسّاسة”، من بينها احتمال توسيع عمليات تبادل أسرى الحرب بين الجانبين.
أوضح أوشاكوف أن الوفد الروسي كان يتولّى “قضايا عملية معقدة وحساسة”، فيما أشار إلى أن الجانب الأوكراني شارك في المحادثات.
وأضاف أن الجانب الأمريكي، عبر مسؤول عسكري رفيع - دان دريسكول (وزير الجيش الأمريكي) - حضر إلى أبوظبي والتقى بممثلين روس، في إطار جهود الوساطة والتفاوض.
ورغم ذلك، نفى الكرملين أن يكون أي “خطة سلام أمريكية” - جرى تداولها مؤخرًا - قد نوقشت خلال الاجتماع في أبوظبي، مشيرًا إلى أن التركيز اقتُصر على قضايا تبادل الأسرى والقضايا الأمنية.
وتاتي هذه التطورات في إطار جولة دبلوماسية مكثّفة بعد إعادة صياغة مقترح سلام أميركي-أوكراني، وشروط روسية مرتقبة قبل الموافقة على أي هدنة أو اتفاق، حسب رويترز.
كما تعكس جهود الوساطة التي تقوم بها دول مثل الإمارات، حيث سبق أن أشاد بوتين بدورها في تسهيل تبادل أسرى سابق بين روسيا وأوكرانيا في 2025، ما يشير إلى أن أبوظبي تواصل لعب دور محوري في المسار الدبلوماسي.
ويمثل إعلان بوتين عن استعداد للحوار واستقبال وفد أمريكي — إن تحقق — فرصة لتخفيف التوتر وتحريك مسار المفاوضات.
ويؤشر اجتماع أبوظبي إلى إمكانية تسريع تبادل الأسرى، ما قد يمهّد لاتفاقات أوسع أو تهدئة مؤقتة.
ويأتي نفي مناقشة “خطة سلام أمريكية” في أبوظبي لينبه إلى أن أي تقدم جدّي سيعتمد على موافقة موسكو على شروطها الأمنية والاستراتيجية.
وفي سياق متصل، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو والولايات المتحدة “متفقتان من حيث المبدأ على أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في أوكرانيا يمكن أن تُستخدم كأساس لمفاوضات واتفاقات مستقبلية”.
وأوضح بوتين أن الخطة - رغم أنها ما تزال بحاجة إلى معالجة تقنية وتفصيلات دقيقة - تُعد “منطلقًا واقعيًا” لخفض التصعيد وفتح مسار تفاوضي أكثر جدّية بين الأطراف المعنية.
وشدد على أن أي اتفاق مرتقب يجب أن يراعي المصالح الأمنية الروسية، وفي الوقت نفسه يقدم تصورًا قابلًا للتطبيق لوقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار الإقليمي.

