على الرغم من أن تدفئة السيارة في صباح شتاء بارد تبدو أمرًا منطقيًا ومريحًا، إلا أن هناك طريقة محددة لتشغيل سيارتك في وضع الخمول يمكن أن تعرضك لغرامة مالية باهظة في العديد من المناطق حول العالم.
تكمن المشكلة في ترك السيارة تعمل دون وجود السائق بداخلها أو دون حركة، حيث تتحول عملية "التسخين" إلى مخالفة بيئية وأمنية.
السبب القانوني: ترك المركبة بوضع التشغيل دون رقابة
المخالفة الأكثر شيوعًا المتعلقة بـ "تسخين السيارة" تحدث عندما يترك السائق مركبته تعمل ويغادرها، حتى لو كانت لفترة قصيرة للعودة إلى المنزل أو المكتب. يعد ترك السيارة مفتوحة وفي وضع التشغيل عامل جذب رئيسي للسرقة، حيث يمكن لأي شخص الدخول وقيادة المركبة بسهولة.
لهذا السبب، تفرض العديد من القوانين حول العالم غرامات على هذه الممارسة.
وفي بعض البلدان، تعتبر الإدارة العامة للمرور أن ترك المركبة مفتوحة وفي وضع التشغيل بعد مغادرتها مخالفة مرورية تستوجب الغرامة.
السبب البيئي: قوانين مكافحة التلوث والانبعاثات
تتبنى العديد من المدن والدول المتقدمة قوانين صارمة لتقييد فترات ترك محركات الاحتراق الداخلي تعمل في وضع الخمول دون حركة، خاصة في المناطق المكتظة.
يهدف هذا المنع إلى الحد من انبعاثات الغازات الضارة الناتجة عن احتراق الوقود، والتي تزيد عند تشغيل المحرك دون تحميل (أي بدون قيادة).
في بعض الولايات الأمريكية، على سبيل المثال، تمنع القوانين تشغيل المحرك دون تحريك السيارة لمدة تزيد عن 3 دقائق، وقد تنخفض المدة إلى دقيقة واحدة فقط بالقرب من المدارس أو المناطق السكنية.
بعيدًا عن الجانب القانوني، يؤكد معظم خبراء ومصنعي السيارات أن مفهوم "تسخين السيارة" لفترة طويلة قبل الانطلاق لم يعد ضروريًا في المركبات الحديثة.
تعتمد معظم السيارات الحديثة على نظام الحقن الإلكتروني للوقود (Fuel Injection)، الذي يضمن تدفق الوقود بكفاءة حتى في الطقس البارد، وزيت المحرك الحديث يحافظ على لزوجته المناسبة.
تنصح معظم الشركات المصنعة بالتحرك بلطف بعد حوالي 30 ثانية إلى دقيقة واحدة من تشغيل المحرك، حيث أن القيادة الخفيفة تسمح للمحرك بالوصول إلى درجة حرارة التشغيل المثلى بشكل أسرع وأكثر كفاءة من تركه يعمل في وضع الخمول.