قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أردوغان يتعهد بالشفافية والتحقيقات تبحث عن الحقيقة في حطام طائرة الفريق حداد

أردوغان يتعهد بالشفافية والتحقيقات تبحث عن الحقيقة في حطام طائرة الفريق حداد
أردوغان يتعهد بالشفافية والتحقيقات تبحث عن الحقيقة في حطام طائرة الفريق حداد

صدمة في الأوساط الليبية والدولية

استيقظت ليبيا والمنطقة العربية على نبأ فاجعة أليمة، إثر سقوط الطائرة المروحية التي كانت تُقل رئيس أركان الجيش الليبي (حكومة الوحدة الوطنية)، الفريق أول محمد الحداد، وبرفقته عدد من كبار الضباط والمرافقين.

 الحادث الذي وقع في ظروف جوية وميدانية معقدة، لم يسفر فقط عن خسارة قامة عسكرية بارزة كانت تلعب دور "صمام الأمان" في محادثات توحيد المؤسسة العسكرية، بل فتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول طبيعة الحادث: هل كان خللاً فنياً مفاجئاً، أم أن هناك أبعاداً أخرى وراء سقوط الطائرة في هذا التوقيت السياسي الحرج؟

أردوغان يدخل على خط التحقيقات

في أول رد فعل دولي وازن، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن التحقيقات الرسمية بشأن سقوط الطائرة قد بدأت بالفعل، مشدداً على أنها ستتم بـ "شفافية مطلقة".

 وتكتسب تصريحات أردوغان أهمية خاصة نظراً للشراكة العسكرية والأمنية الوثيقة بين أنقرة وطرابلس، حيث تُعد تركيا الحليف الاستراتيجي الأبرز لحكومة الوحدة الوطنية.

 ويُفهم من تدخل أردوغان أن هناك تعاوناً فنياً واستخباراتياً تركياً سيشارك في فحص حطام الطائرة وتحليل الصندوق الأسود، لضمان عدم التلاعب بالنتائج وقطع الطريق أمام الشائعات التي بدأت تملأ الفضاء الإلكتروني.

تفاصيل الرحلة الأخيرة وملابسات السقوط

تشير المعلومات الأولية إلى أن طائرة الفريق الحداد كانت في مهمة تفقدية أو رحلة عمل بين قواعد عسكرية في المنطقة الغربية، قبل أن يُفقد الاتصال بها وتتحطم في منطقة نائية. 

التقارير الفنية الأولية تضع فرضيتين أساسيتين:

1. العوامل الجوية والتقنية: احتمال وقوع عطل فني في محركات المروحية أو تأثرها بتقلبات جوية مفاجئة، خاصة وأن بعض الطائرات المستخدمة تعاني من تقادم في العمر الافتراضي أو نقص في قطع الغيار بسبب الحصار والسنوات الطويلة من النزاع.

2. الفرضية الأمنية: لا يمكن استبعاد فرضية العمل التخريبي أو الاستهداف، نظراً للمكانة الحساسة التي يشغلها الحداد، ودوره المحوري في تقريب وجهات النظر مع قيادة الجيش في الشرق (اللجنة العسكرية 5+5)، وهو المسار الذي لا يروق لبعض الأطراف الساعية لاستمرار حالة الانقسام.

تداعيات الحادث على مسار الاستقرار

يأتي غياب الفريق الحداد في وقت كانت فيه ليبيا تقترب من تفاهمات هشة بشأن إجراء الانتخابات وتوحيد القوات المسلحة تحت قيادة وطنية واحدة. كان الحداد يُعتبر “رجل التوازنات”فهو يحظى بقبول في الغرب وثقة متزايدة من الأطراف في الشرق.

 رحيله المفاجئ قد يؤدي إلى حالة من الفراغ القيادي في رئاسة الأركان، مما قد يفتح صراعاً جديداً على المنصب بين التيارات العسكرية المختلفة داخل طرابلس، وهو ما تخشاه القوى الدولية والإقليمية وعلى رأسها تركيا والأردن.

الشفافية كشرط لمنع الفوضى

تعهد أردوغان بالشفافية يهدف بالأساس إلى طمأنة الشارع الليبي ومنع انجراف البلاد نحو نظرية المؤامرة التي قد تُشعل فتيل التوتر الميداني.

 إن ظهور نتائج التحقيق بسرعة وبأدلة دامغة هو الاختبار الحقيقي لقدرة المؤسسة العسكرية الليبية على الصمود في وجه الهزات العنيفة. 

وإذا ما ثبت أن الحادث كان نتيجة إهمال أو استهداف، فإن ذلك سيتطلب وقفة دولية لتأمين القادة الليبيين وضمان استمرار مسار السلام الذي كان الحداد أحد أبرز مهندسيه.

خسارة فادحة وانتظار ثقيل

ختاماً، تمثل وفاة الفريق محمد الحداد ضربة موجعة لجهود توحيد الدولة الليبية.

 وبينما تنتظر العائلات الليبية والوسط العسكري نتائج التحقيقات التي وعد بها أردوغان، تظل العيون شاخصة نحو طرابلس لرؤية كيف سيتم ملء هذا الفراغ الكبير.

ولكن هل ستنجح ليبيا في تجاوز هذه المحنة والمضي قدماً في طريق الوحدة، أم أن "حادثة الطائرة" ستكون بداية لمرحلة جديدة من الغموض الأمني والسياسي؟