قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكم التعزية بقول المعزي لأهل الميت"الله يعزيكم".. الإفتاء تجيب

حكم التعزية بقول المعزي لأهل الميت"الله يعزيكم"
حكم التعزية بقول المعزي لأهل الميت"الله يعزيكم"

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم التعزية بقول المعزي لأهل الميت: “الله يُعَزِّيكُم”؟

وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: يُستحب تعزية أهل الميت بكل تعبير حسنٍ يُذَكِّر بالصبر على المصيبة، والدعاء للمتوفى وأهله. وتعزية أهل الميت بقول: "الله يعزيك" لا حرج فيها شرعًا، إلا أنَّه يُفضل استعمال ما ورد في السنَّة النبوية المطهرة من الألفاظ والصيغ، وينبغي التنبيه على أنه في مثل ألفاظ التعزية والتهنئة يُراعى المتعارف عليه بين الناس من الصيغ والألفاظ بشرط عدم مخالفتها للشرع.

حكم التعزية بقول: “الله يعزيك”

وبينت أن التعزية بقول: "الله يعزيك"، فتعني الله يلهمك الصبر على مصابك؛ لما تقرر في معنى التعزية وحقيقتها، وقد ورد في بعض الروايات ما يقرب من دلالة هذه الصيغة، وهي قول: "إن في الله عزاء من كل مصيبة"؛ فروى الحاكم في "المستدرك" والطبراني في "المعجم الأوسط" عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَعَدَ أَصْحَابُهُ حُزَّانًا يَبْكُونَ حَوْلَهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ طَوِيلٌ صَبِيحٌ فَصِيحٌ، فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، أَشْعَرُ الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْرِ، فَتَخَطَّى أَصْحَابَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَتَّى أَخَذَ بِعَضَادَيِ الْبَابِ، فَبَكَى عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ فِي الله عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَعِوَضًَا مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ، فَإِلَى الله فأَنِيبُوا، وَإِلَيْهِ فَارْغَبُوا، فَإِنَّمَا الْمُصَابُ مَنْ لَمْ يَجْبُرْهُ الثَّوَابُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: أَتَعْرِفُونَ الرَّجُلَ؟ فَنَظَرُوا يَمِينًا وَشِمَالًا، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا الْخَضِرُ أَخُو النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ".

وهذه الصيغة الواردة في الحديث نصَّ جمع من الفقهاء على استحبابها؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 334، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ويُستحبُّ أن يبدأ قبله بما ورد من تعزية الخضر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بموته: إن في الله عزاءً من كل مصيبة، وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب مَن حُرم الثواب] اهـ.

وقال الإمام أبو الفرج ابن قدامة في "الشرح الكبير" (2/ 428، ط. دار الكتاب العربي): [واستحب بعض أهل العلم أن يقول ما روى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: لما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاءت التعزية سمعوا قائلًا يقول: إن في الله عزاءً من كل مصيبة، وخلفًا من كل هالك، ودركًا من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنّ المُصاب مَن حرم الثواب] اهـ.

وأوضحت بناء على ذلك فإنَّ التعزية بقول: "الله يعزيك" لا حرج فيها شرعًا، والأفضل ما جاء في السنة النبوية.


إلا أنَّه ينبغي التنبيه على أنَّه في مثل ألفاظ التعزية والتهنئة يُراعى المتعارف عليه بين الناس من الصيغ والألفاظ بشرط عدم مخالفتها للشرع.