أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، عن سؤال شخص يقول فيه: ابني غير مستقيم في البيع والشراء، نصحته أكثر من مرة، فماذا أفعل؟.
وأوضح أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الأصل هو الاستمرار في النصح، مؤكدًا أن النصيحة لا تكون مرة أو مرتين أو ثلاثًا، وإنما هي نصح متواصل ما دام الإنسان حيًا، وقد تمتد إلى أن نلقى الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أنه من الممكن أيضًا الاستعانة بأحد من أهل الخير والصلاح أو شخص مقرّب له تأثير عليه ليتحدث معه لعل الأمور تنضبط وتهدأ.
وبيّن أمين الفتوى بـ دار الإفتاء أن الحكم في هذه المسألة يتوقف أولًا على فهم معنى "غير مستقيم"، فإذا كان المقصود أنه لا يجيد البيع والشراء أو لا يحسن التقدير ويتعرض للغبن، أي يُخدع أو لا يهتدي إلى الصواب والرشد، فهنا يجب الوقوف معه والنصح المستمر ومساندته، مع إدخال من يثق فيهم من أهل الخير ليعينوه على الفهم والتوازن في معاملاته.
وتابع أما إذا كان الأمر نسبيًا، بمعنى أنه يبيع ويشتري مثل الناس لكن طريقته مختلفة عن طريقة والده أو لا تعجبه أساليبه، فهنا لا يوجد خلاف ولا نزاع شرعيًا، لأن الخلاف في الأسلوب لا يعني الخطأ، ولكل إنسان فكره وزمنه وطريقته الخاصة، ولا يلزم الابن أن يسير على نفس “ستايل” والده في البيع والشراء.
وأكد أمين الفتوى أن المطلوب هو التفريق بين الاختلاف في الأسلوب، وهو أمر طبيعي ومقبول، وبين الخطأ الحقيقي الذي يترتب عليه غبن أو ضرر، وفي هذه الحالة تكون النصيحة واجبة ومستمرة، مع الحرص على الحكمة والرفق وإشراك أهل الخير والصلاح، لعل الله يصلح الحال ويهدي إلى الرشد والصواب.



