قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أحمد مسعود يكتب :إن كنت هذا أم ذاك !!


هل
ستتهمون المشجعين جميعاً بالبلطجة كما اتهمتم الثوار من قبل؟ .. أم
ستعرفون أن هناك من يحاول إفزاعنا وإشعارنا بعدم الأمان طوال الوقت؟
لابد
أن تفكر قليلاً، فالمؤامرة لم تعد مجرد تخمين، وسواء اتفقنا أم اختلفنا عن
المدبر الحقيقي لتلك المؤامرة النتيجة واحدة، والقرار واحد لا يمكن أن
نختلف فيه.
إن كان المدبر لها هو النظام الذي لم يسقط بعد ليزيد من
نسبة الخائفين والذين يريدون عودة الأمان في أسرع وقت حتى وإن عاد مبارك
شخصياً ليحكم البلاد، أو كان المدبر لها هي تلك الأصابع الخارجية التي
تريدنا أن ننتهي ونقضي على بعضنا البعض دون تدخل عسكري منهم قد يكلفهم
الكثير، إن كان هذا أم ذاك فالنتيجة واحدة، شعب مصر في خطر والنظام الحالي
لا يمكنه حماية هذا الشعب، لنعود من جديد إلى نقطة البداية، في الخامس
والعشرين من يناير، منذ عام بالتحديد..
حينها نزل البعض، وكان الجميع
معهم بقلبه، الكل يعرف أن الحاكم يسرقنا وتمنى لو أن شعبه يخلعه كما حدث
بتونس، الكل كان مع الثورة قلباً وقالباً على أمل أن ينظر في التلفاز ليجد
الشعب قد وصل إلى ميدان التحرير في جمعة الغضب ورفع العلم وتحدث أحدهم
للشعب من خلال مبنى الإذاعة والتليفزيون ليخبرهم أن النظام قد سقط فيفرحون
ويهللون في الشوارع ويهتفون له، ولكننا صدمنا جميعاً حين رأينا السجون تفتح
واللجان الشعبية تنصب والدبابات في الشوارع متناثرة كأعقاب السجائر.
من
خطاب مبارك العاطفي وانتشار الدبابات انقسم الشعب، تلك هي من وجهة نظري
نقطة البداية الحقيقية للمؤامرة، الرهان على شخصية المواطن المصري، ذلك
الذي استمر قتله وتحويله على مدى ستين عاماً إلى كائن خاضع لا يهمه سوى كسب
رزقه اليومي الذي أصبح هو أقصى طموحه، كانت الخطة هي إغلاق الصنبور الذي
لم يكن يروي من الأساس ولكنه كان يبقي المصري حياً على الأقل منتظراً نتيجة
بديهية هي أن تخرج كل أم لتجر ابنها من أذنه ماسكة الشبشب في يديها ليعود
إلى المنزل وتستمر الحياة.
ولكن النظام فوجئ بشعب كان قد نساه، شعب
يعرف تاريخه العالم ويحترمه ويتعجب منه، شعب احتل من معظم دول العالم ولم
يتأثر بل أثر هو فيهم، شعب يصمد لإتهامات الإعلام القذرة وإتهامات الشق
المؤسف الذي هو منه ولكنه قد خضع تماماً لما يريده النظام، فرأينا محاولات
الآخرين في فض الميدان بكل الطرق، ولكنهم لم يفلحوا، فكان يجب على النظام
أن يضحي قليلاً من أجل إكمال خطته في السيطرة.
ها هو النظام يحاول من
جديد، واليوم قد أخذ خبرة واستطاع أن يفرقنا بكل قوته، لم يعد يجدي مشاهدة
الأحداث من خلال الشاشة، فالثورة أمامها حلاً من الاثنين، إما أن تكمل أو
تموت للأبد، أياً ما كان موقفك من الثورة من المؤكد أنك تريد الاستقرار، إن
كنت من أثرياء المجتمع فأنت تريد أن ينتهي كل هذا الهراء سريعاً لتفكر من
جديد في ثروتك التي تخشى عليها من الضياع، تخشى من ثورة جياع قد تفتك بك
أنت وأسرتك، عليك أن تفكر في الجياع وكيف يمكنهم أخذ أقل حقوقهم سريعاً كي
لا ينهشوك أنت شخصياً، إن كنت من الفقراء الذين يلعنون الثورة والثوار التي
زادت فقرهم عليك أن تعبر عن استيائك مما يحدث وتطلب من النظام ما يطلبه لك
الثوار، الخبز .. الحرية .. العدالة الإجتماعية.
إن كنت هذا أم ذاك،
ثائر أم خاضع، قوي أم ضعيف، عليك أن تتفق مع الآخرين أنه لابد من عودة
الأمن والانتهاء من النظام بشكل كامل، علينا أن نكمل الثورة سواء كنا معها
أم ضدها، فالثورة هي أملنا الوحيد في أن نصبح كما نتمنى.