الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة إلى المشير "السيسى"


قبل أن أوجه رسالتى إلى المشير عبد الفتاح السيسى، وقبل أن يخرج على الأمة ليعلن ترشحه للرئاسة مستنداً فى ذلك على برنامج انتخابى يلبى طموح المواطن المصرى الذى خرج فى ثورة 30 يونيو لإسقاط الرئيس المعزول وحكم الإخوان الفاشى .. أضع بين يدى المشير تجربة محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة مع أطفال الشوارع، وكان عددهم إبان فترة حكمه يقدر بـ 300 ألف مشرد ومتشرد في شوارع مصر من الإسكندرية لأسوان.
أدرك محمد على باشا أن هؤلاء المشردين سيكونون السبب الرئيسى في سقوط الدولة المصرية العظمى التي يحلم بها.
قام محمد على باشا بجمع هؤلاء المشردين في معسكر بالصحراء بالقرب من الكلية الحربية التي انشأها في أسوان، وأمر قائد الجيش وكان سليمان باشا الفرنساوي في ذلك الوقت أن يأتي بأعظم المدربين الفرنسيين في شتى المهن والحرف اليدوية ليعكفوا على تدريب هؤلاء المشردين . ثلاث سنوات أو يزيد وخرج لمصر أعظم الصناع المهرة في تاريخ مصر الحديثة .. يجيدون جميع الحرف اليدوية واللغة الفرنسية والعربية.
احتفظ محمد علي باشا بالنوابغ واستعان بهم في إنشاء مصر الحديثة .. وأرسل الباقين كخبراء للدول التي تفتقر لتلك الحرف .. وأنشأ لهم الموانئ ( البلدية ) حتى يستطيعوا أن يتواصلوا بإنتاجهم مع الدول المطلة على المتوسط لصالح مصر.
وكان أحد هؤلاء الحرفيين المهرة هو والد عبدالله النديم الذي كان يعمل نجاراً وقام ببناء الأسطول البحري الذي استخدمه محمد علي وفتح به بلداناً كثيرة. تلك التحربة التى يتداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى من الممكن تطبيقها الآن عملياً للقضاء على أطفال الشوارع والاستفادة بقدراتهم البشرية الغير مستغلة، وصناعة كوادر حرفية منهم، وذلك فى ظل تنامى أعداد هؤلاء المشردين طبقاً لمنظمة اليونيسيف التى تقدر عدد أطفال الشوارع في مصر بحوالي مليون طفل، وترفع منظمات دولية وإقليمية تقديراتها إلى ثلاثة ملايين.
رسالتى أوجهها للمشير "السيسى" قبل إعلان برنامجه الانتخابى الذى لابد وأن يتضمن حل جذرى لتلك الظاهرة التى تشكل قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر فى أى لحظة، خاصة وأن التنظيم الإرهابى يستغل الآن هؤلاء المشردين فى العمليات الإرهابية، وأطفال المولوتوف فى أعمال العنف التى تهدد أمن وسلامة الشارع المصرى. أيقن أن المشير "السيسى" ذلك الرجل الذى استطاع انقاذ مصر من براثن الإخوان، قادر على تطبيق تجربة محمد على باشا فى جمع كل الأطفال المشردين وإلحاقهم في مراكز تأهيل تتيح لهم التعليم حسب مناهج وزارة التربية والتعليم، ما ستتيح لهم فرصة التدريب علي إحدى المهن تساعدهم علي العمل والإندماج في المجتمع بشكل طبيعي.
وأخيراً.. علينا جميعاً أن نطوى صفحة 3 سنوات من الجدل والصراع السياسى ونبدأ سوياً مع الرئيس الجديد فى بناء مصر الجديدة دون إقصاء أو تهميش لهؤلاء المشردين.