"الطوفان"

قصيدة : "الطوفان".. من ديوان "نقطة الافتراق"
روحُ الإعصارِ قَدْ احترقتْ فيها النيران
قبل الطوفان.. بعد الطوفان.. إعصارُ الروحِ هو الطوفان..
ونَعيقُ الأجسادِ المَوْتَى
وعَويلُ الأزهارِ الثَكْلَى
ونداءُ الدم
قَدْ أيقظَ جُرْحاً مَاتَ مع الطوفان ..
وبكاءُ الآه أُنشودة
تعزفُها مآقٍ قدْ جَمُدَتْ فيها الأحداق
والموتُ يُطلُ بوجهٍ فَم مَلِىءٍ بالأسنان
يَمْضِغُ أكْبادَ الحُب
يُلقِيها عَفِنَة
يَطْحنها الطوفان..
والزهرةُ مُلقاةٌ بين المَوْتَى لَمْ تَذْبُلْ بَعْد
تَلْمَحُها عَيْنُ الطائرِ.. يَهْبِط
مِنْقَارٌ يَلقطها ويطير
يُريدُ فِراراً يَعلو.. يَعلو
وجَناحاه تَجوبُ أرْوِقةَ السُحبِ الزرقاء
وعُيونُ الخوفِ هى عَيْناه
قدْ عَمِيَتْ إلا عَنْ زهرتها البيضاء
صَدَمَتْها طائرةٌ رَاحَتْ تُلْقِى الموتَ هنا وهناك
فَهَوَى الطائرُ والمِنْقَارُ يحتضنُ الزهرة
فريسة أشداقِ الطوفان..
والطفلةُ تلهو والأطفال
والصَوتُ رفيعٌ حُلو
والبسمةُ فرحة قَدْ طَرَحَتْ سِلْمَاً وسَلام
وغناءُ الفراشاتِ كَأَحْلَى كلام
وإذا المجهولُ الماردُ يخلعُ عنه غطاءَ الحِلم
فإذا بالطفلةِ.. ضفائرُ قَدْ جُزَتْ
والأطفالُ سراب
والصوتُ قَدْ بُحَ نِداءً وبُكاء
والبسمةُ قَدْ حَجَبَتْها دموعُ الدم
والفراشاتُ قَدْ ذابتْ بين الاحزان
الكلُ خراب
ورنينُ الضَحَكَاتِ الصَمَاءِ يُجَلْجِل
أنا الطوفان.. أنا الطوفان.. أنا الطوفان
بقلم: حمودة كامل