القومى للترجمة يصدر "العلم الإغريقي"

أصدر المركز القومي للترجمة الجزء الأول من كتاب "العلم الإغريقي" ضمن سلسلة "ميراث الترجمة" وهو من تأليف بنيامين فارنتن وترجمه أحمد شكري سالم، وراجعها حسين كامل أبو الليف، كما قام بتقديمه الدكتور مصطفى لبيب استاذ الفلسفة بكالية الاداب جامعة القاهرة .
يتناول هذا الجزء الفترة الأولى من تاريخ العلم الإغريقى، الذي كان ينظر إلى الإنسان باعتباره نتاجا للتطور الطبيعي، وأن قدرته على الكلام جاءت نتاجا لمعيشته مع بني جنسه، كما أن علمه ليس إلا جزءا من طريقته الفنية في السيطرة على بيئته الطبيعية .
ويشير بنيامين فارنتن مؤلف الكتاب فإن الأفكار هي نتائج للظروف المادية في المجتمع، وعلى ذلك نجده يهتم بتحليل هذه الظروف تحليلا عميقا يساعد على فهم أصول الأفكار.
كما يتناول العلم بما هو أسلوب من السلوك يكتسب به الإنسان السيطرة على الطبيعة، وبحيث تكون أصح الأفكار هي أكثرها نفعا، وأن الشيء الأصيل في العلم الإغريقي منذ نشأته هو أنه يقدم لنا أول محاولة في التاريخ لتفسير الكون بأكمله على أساس طبيعي بحت، حيث حل علم الكون محل الأساطير .
ويرى بنيامين فارنتن بأن العلم الأغريقي قد مر بست مراحل رئيسية، المرحلة الأيونية تمثل عصر البطولة ثم مرحلة نمو العلم في المستعمرات الإغريقية، ثم مرحلة تطور العلم في بلاد اليونان، ثم مرحلة ظهور العلماء والفلاسفة، ثم مرحلة العصر الإسكندري، ثم المرحلة الإغريقية اليونانية .
ويشير الكتاب إلى أن الإغريق قد فاقوا كل الأمم القديمة في شدة حبهم للمعرفة من أجل المعرفة ذاتها، ولقد حاول أن يكشف عن الروابط بين العلم الإغريقى من ناحية والحياة العملية والتطبيقات الفنية والأساس الاقتصادي والنشاط الإنتاجي في المجتمع الإغريقي من ناحية أخرى .
ويعتبر بنيامين فارنتن من أعلام الدراسات القديمة، وشغل عدة مناصب مختلفة في جامعات بلفاست ومدينة الكاب وبرستل، ثم صار منذ 1936 أستاذ الدراسات القديمة بجامعة سوانسي بإنجلترا، وله في ميدان البحث العلمى جهود موفقة، فبجانب ما قام به من الترجمة عن اللاتينية وما نشره عن سكان جنوب أفريقيا وما نقله عن الكتابات الطبية، ألف عددا من الكتب القيمة حلل فيها العلم والسياسة والفلسفة في المدنيات القديمة.