قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سعد محمد يكتب: أوباما يحاول إنقاذ قطر من السعودية


إن ما حصل في مجلس التعاون الخليجي من أزمات بين الدول الأعضاء يزيد أهمية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسعودية التي يقوم بها اليوم بعد انقطاع دام 5 سنوات التي يؤمل أن ترسم نتائجها خريطة طريق لحلول في دول المنطقة، وهذا يتطلب الاتفاق على تحديد المنظمات والمجموعات التي توصف بالارهابية لمكافحتها وقد اصبحت العدو المشترك لكل دول العالم وينبغي أن تتضافر كل الجهود لضربها واجتثاثها من جذورها، واعتبار كل دولة تحتضن أو تمول الارهابيين مستهدفة وشريكة في أعمال الإرهاب.
إن ما حصل بين السعودية والبحرين والامارات من جهة وقطر من جهة أخرى يطرح جملة أسئلة منها: هل تقوم تحالفات جديدة متنافرة في المنطقة لا تأخذ في الاعتبار لا الجغرافيا ولا التاريخ ولا المصالح المتشابكة في عمق النسيج الخليجي، وأين يكون موقف إيران من هذه التحالفات، هل تنضم إلى أحدها، أم انها تكتفي بممارسة سياسة اللعب على التناقضات بين دول الخليج فيكون لها الدور الأقوى، وأين تقف الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي من هذه التحالفات إذا ما قامت، لا بل أين تقف بين السعودية وقطر إذا لم يتم رأب الصدع؟
الصراع الخفي على السلطة هو الذي يمكن أن يفسر زلات السياسة الخارجية لقطر حينما شقت الصف الخليجي واختارت ممارسة السير ضد التيار، وعندما يتحدث وزير الخارجية القطري عن استقلالية السياسة الخارجية لبلاده فإنما هو يجانب الصواب . لأن مواقف السياسة القطرية خاصة منذ تولي الشيخ جاسم بن حمد الحكم في البلاد ارتأت أن تعاكس توجهات أقطار عديدة في العالم، خاصة العربية منها، إلى أن ضاق أشقاء قطر ذرعا بتدخلاتها السافرة في شؤون الحكم بدولها، حيث شجعت على زرع البلبلة فيها عن طريق إيواء حركات مناهضة، وبشكل خاص ذات التوجه الإسلامي. و هذا ما حذا بدول المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة و مملكة البحرين إلى سحب سفرائها من الدوحة.
ومن هنا يمكن القول أن الحليفين - في إشارة للسعودية وواشنطن - لم يعودا يواجهان بعض القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان وإسرائيل فحسب، ولكنهما يواجهان العديد من القضايا المتعلقة بالاضطرابات التي تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، والحرب الأهلية في سوريا، مؤكدة أن السعودية صعبت الموقف في المنطقة من خلال قيامها وحلفائها في الخليج العربي بسحب سفرائهم من الدوحة، والتي - بحسب الصحيفة البريطانية - تتمتع بأهمية كبيرة، ليس فقط لكونها أحد أعضاء مجلس التهاون الخليجي، ولكن لما تحتضنه أرضها من قواعد أمريكية، تعد هي الرئيسية للجيش الأمريكي في المنطقة.