"تنوع مصارد السلاح" و عضوية مصر بالاتحاد الإفريقي" و التجارة الخارجية و الاستثمار .. أبرز التحديات الخارجية أمام مصر

خبراء يشرحون تحديات مصر القادمة عقب نجاحها في عدة ملفات:
- الريدي: عضوية مصر بـ"الاتحاد الإفريقي" التحدي القادم
- دبلوماسي عربي: ملف"الإرهاب" ينتظرها
- جمال بيومي: "التجارة الخارجية" هي النجاح القادم الذي ننتظره منها
- باحث عسكري: استمرار تنويع "مصادر السلاح" التحدي المقبل
- باحث عسكري: ستنقذ مصر وإثيوبيا من "الصراع المسلح" حول سد النهضة
- باحث عسكري: ننتظر منها جتذب "الاستثمارات" طويلة المدى
"الدبلوماسية المصرية قد أحرزت ضربات إيجابية ملحوظة خلال الأيام القليلة الماضية، فمكنت من خلق موقف دولي معارض لتمويل سد النهضة انتهى بقرار روسي اوروبي صيني بوقف التمويل، وكذلك تمت المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية بجهود الدبلوماسية المصرية، وأخيرا استطاعت الدبلوماسية بجهودها أن تثني الولايات المتحدة الأمريكية عن موقفها من حرب مصر على إرهاب الجماعات المتطرفة في سيناء، وترجم ذلك بوضوح في صفقة طائرات الأباتشي التي ستصلنا من واشنطن.
هذا بدوره يطرح سؤالا هاما.. ما النجاحات التي ننتظرها من الدبلوماسية المصرية في الفترة القادمة على غرار النجاحات المذكورة.
"عضويتنا في الاتحاد الافريقي"
في هذا الإطار قال د. عبد الرؤوف الريدي، سفير مصر السابق في واشنطن، إن التحدي القادم أمام الدبلوماسية المصرية هو ملف فك تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، و ذلك بعد ان أحرزت نجاحات في خلق موقف دولي حول سد النهضة، و كذلك المصالحة الفلسطينية التي تمت بجهود مبذولة من جانبها.
وتابع "الريدي" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" إن مصر بالفعل نجحت أيضا في خلق موقف دولي ضد الإرهاب و حصلت على رد فعل أمريكي عملي على هذا الشأن تمثل في صفقة طائرات الأباتشي التي تستخدم لغرض محاربة الإرهاب.
وقال إن الموقف الأمريكي يعطي إشارة لاستئناف الجهود من أجل حصول مصر على المعونة بشكل كامل، و هو مما قد يتحقق خلال الفترة المقبلة
ملف "الإرهاب" ينتظرها
بينما أشاد الدبلوماسي العربي سعيد كمال بدور الدبلوماسية المصرية المبذول مؤخرا و الذي تم ترجمته على أرض الواقع ثلاث خطوات قوية تمثلت في وقف تمويل سد النهضة بقرار دولي ، و عودة العلاقات المصرية الأمريكية جزئيا بـ 10 طائرات أباتشي و أخيرا المصالحة التي تمت بين فصائل القوى الفلسطينية.
وأضاف "كمال" ، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إن "الإرهاب" هو الملف القادم الذي أتصور أن تنجح الدبلوماسية المصرية في تسديد ضربات قوية ضده، و أتوقع أن تصدر قرارات دولية بشأنه، لاسيما و أن دول العالم كله أجمعت على أنها ضد الإرهاب الأسود
التجارة الخارجية
في حين قال الدكتور جمال بيومي سفير مصر السابق بالبرازيل، و مساعد وزير الخارجية السابق، إن الدبلوماسية المصرية حققت نجاحا جيدا في الحصول علي طائرات الاباتشي من الولايات المتحدة و روسيا ، ووقف تمويل سد النهضة بقرار دولي.
و أضاف بيومي في تصريح خاص لـ"صدي البلد" يجب علي الدبلوماسية المصرية العمل علي توسيع فرص للتجارة الخارجية المصرية و تحسين العلاقات مع جامعة الدول العربية و الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة لمساعدة الوضع الاقتصادي في مصر
تنوع مصادر التسليح
أكد اللواء كمال حجاب، الباحث الإستراتيجي والعسكري، أن التحدي الذي سيظل ملازما للدبلوماسية المصرية هو الحفاظ على "تنويع" مصادر السلاح المصري، وذلك بالحفاظ على العلاقات الطيبة التي تجمع بين مصر وبين الكتل الأكبر في العالم، المتخصصة في توريد السلاح المتطور.
وقال "حجاب" - في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" -: إن مصر الآن على علاقة طيبة بالكتل الأهم في هذا المجال حول العالم، وهي الاتحاد الروسي، والاتحاد الأوروبي، والصين الشعبية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد، أن المؤسسة العسكرية ما كانت تستطيع وحدها على إقامة جسور صلة مع هذه الكيانات من تلقاء نفسها، فقد كانت الدبلوماسية المصرية هي التي تمهد الطريق أولا؛ لتتمكن المؤسسة العسكرية في وقت لاحق من مباشرة دورها في عقد الاتفاقات الخاصة بهذا الشأن، لافتا إلى أن هذا الأمر تجلى بوضوح مؤخرا في بناء علاقة جديدة مع الاتحاد الروسي، وما تلاه من اتفاقات عسكرية.
القضاء على سد النهضة
كما أكد اللواء كمال حجاب، أن الدبلوماسية المصرية خلال الفترة القادمة، ستكون بديلا عن الصراع المسلح لوقف بناء "سد النهضة"، وهو الصراع الذي يمكن أن ينشأ لو لم يكن لدينا طاقم دبلوماسي يمارس مهامه بذكاء، لافتا إلى أن هذا هو ما يميز الدبلوماسية المصرية دائما، وليس في العهد الحالي فقط.
وقال إن دورها لم ينته باستصدار قرار دولي يمنع تمويل سد النهضة، وإنما هي خطوة رائعة جدا إلا أنها ليست النهاية، فما زال الوضع خطير.
وأصاف "حجاب" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": لا زال الدبلوماسي المصري حتى الآن هو اللاعب الأصلي في أزمة سد النهضة، وعليه خلال المرحلة القادمة أن يفتح جبهات جديدة لصالحه، وأن يجتذب منظمات دولية أخرى لصالحه في هذه القضية، وأشار إلى أن نجاح الخارجية المصرية بمساعيها في استصدار قرار دولي أوقف تمويل السد، يؤكد أن الأزمة ستنتهي أيضا بجهد دبلوماسي بحت.
كما أكد أن الدبلوماسية المصرية ستواجه تحديا مهما الفترة المقبلة بعد النجاحات التي حققتها في صمت خلال الفترة الماضية.
وأوضح "حجاب" - في تصريح خاص لـ"صدى البلد" - أن الدبلوماسية المصرية سيقع على عاتقها مسئولية جلب الاستثمارات لمصر، من خلال تشجيع المستثمرين الأجانب، وإرسال إشارات الطمأنة المستمرة لهم، وهو ما سيشجعهم على إقامة المشروعات طويلة المدى في مصر.
وشدد على ضرورة أن تنتهج مصر إستراتيجية النظرة الاستباقية للأحداث، وأن تتخلى عن استراتيجية الملاحقة، بمعنى أن تسعى الدبلوماسية المصرية لاجتذاب الدول التي ستقيم على أرض مصر استثمارات تخدم المصريين لفترات زمنية طويلة، ولا تكون قاصرة على العقد الزمني الحالي مثلا.
و من جانبه أكد السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدبلوماسية المصرية نجحت في وقف تمويل سد النهضة بقرار دولي ، وجذب روسيا والحصول علي صفقة الطائرات مما جعل أمريكا تفرج عن طائرات "الأباتشي".
وأضاف "أبو الخير" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن الدبلوماسية المصرية بذلت أقصي جهدها لحصار أثيوبيا لبناء سد النهضة ، وإثباتها للعالم أن مصر حتي في الظروف الانتقالية الحالية أكبر من إثيوبيا ، خاصةً أن هناك رغبة من بعض الدول في عدم إغضاب مصر.
وتابع: علي الدبلوماسية المصرية استعادة مكانة مصر بأنها تظل دولة محورية في المنظمة الدولية وأن يتماشي هذا الدور مع المسار الديمقراطي