أول تجمع حاشد بمناسبة عيد العمال في الميدان الأحمر منذ العهد السوفيتي

نظمت روسيا تجمعا حاشدا في الميدان الأحمر في موسكو بمناسبة عيد العمال اليوم الخميس للمرة الأولى منذ العهد السوفيتي ورفع عمال لافتات تعبر عن تأييدهم للرئيس فلاديمير بوتين بعدما ضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية.
وسار الآلاف من أعضاء النقابات حاملين الأعلام الروسية وأعلام حزب روسيا المتحدة الحاكم إلى الميدان الضخم بجوار أسوار الكرملين وضريح فلاديمير لينين مؤسس الدولة السوفيتية.
وحمل كثير من اللافتات شعارات تقليدية بمناسبة عيد العمال مثل "السلام .. العمل.. مايو" لكن لافتات أخرى حملت إشارات سياسية مباشرة إلى الأزمة في أوكرانيا حيث سيطرت قوات روسيا على شبه جزيرة القرم في مارس وضمتها إليها وهو ما أثار أكبر مواجهة مع الغرب منذ الحرب الباردة.
وكتبت على إحدى اللافتات عبارة "أنا فخور ببلدي" وكتب على أخرى "بوتين على حق".
وعلى خلاف زعماء الكرملين السابقين خلال العهد السوفيتي لم يقد بوتين التجمع بنفسه لكنه اتبع تقليدا سوفيتيا أخر عندما قلد خمسة عمال ميداليات "بطل العمل" في مراسم بالكرملين وهي الجائزة التي تعود للعهد السوفيتي وأحياها بوتين في العام الماضي.
وكان بوتين قد وصف انهيار الاتحاد السوفيتي بأنه مأساة وغير في مارس دبلوماسية استمرت منذ ما بعد الحرب الباردة عندما أعلن حق روسيا في التدخل في الدول السوفيتية السابقة لحماية الناطقين بالروسية.
وجرى تغيير القوانين بما يسهل على روسيا ضم أراض تابعة لجمهوريات سوفيتية سابقة ويمنح سكان دول الاتحاد السوفيتي السابق الجنسية الروسية.
ومنذ ضم القرم سيطر مسلحون موالون لروسيا على أراض في شرق أوكرانيا وحشد بوتين عشرات الآلاف من الجنود على الحدود.
وينفي الرئيس الروسي نيته غزو المنطقة لكنه يؤكد على الحق في ذلك إذا اقتضت الضرورة لحماية الناطقين بالروسية.
وعيد العمال كان مناسبة سوفيتية مهمة ولا يزال عطلة رئيسية بالنسبة للروس تنظم خلاله مسيرات في أجزاء أخرى من موسكو منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991 لكنها ظلت حتى اليوم بعيدة عن الميدان الأحمر.
وقال رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين لقناة روسيا 24 التلفزيونية من الميدان الأحمر إن أكثر من مئة ألف شخص شاركوا في التجمع الحاشد اليوم الخميس.
وعرض التلفزيون الروسي مشاهد لمسيرة عيد العمال في سيمفيروبول عاصمة القرم حيث رفعت الأعلام والروسية ولافتات كتبت عليها عبارات مثل "القرم هي روسيا. مرحبا بالعودة للوطن."
وأحيا بوتين تقليدا سوفيتيا آخر هو العروض العسكرية الضخمة في الميدان الأحمر احتفالا بذكرى التاسع من مايو عندما انتصرت قوات الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.