الرئيس القادم وخلط الدين بالسياسة

من المعروف ان المصريين هم أول من اخترعوا الدين وأوجدوا التدين حتى أن التدين هذا قد أصبح جزءًا من جيناتهم الجماعية الشىء الذى استغله الجميع عبر التاريخ لجذب وشحن وحشد المصريين اتجاه موقف معين ولهدف بذاته باسم هذا التدين ودغدغة المشاعر عن طريق هذه العاطفة المؤروثة لدى كل المصريين.
ولذا نجد أن المتاجرين بالدين والتديٌن يتدخلون فى شئون البشر بشكل مباشر فى حياتهم الاجتماعية أو الاقتصادية او الثقافية او السياسية. ليس نتيجة لفهم او علم او ثقافة ولكنه الاستغلال والمتاجرة باسم الدين.
مع العلم أن خلط الدينى بالسياسى يعنى أول ما يعنى أن هؤلاء لا يعرفون الدين ولا يدركون السياسة بل هو الدليل الدامغ على فشلهم السياسى الذى يخفونه تحت شعارات ومسميات دينية لا علاقة لها بهذا الفشل.
فالدين بالنسبة للمصريين هو أسلوب يُصيغ حياتهم وقيم تحكم هذه الحياة وعقيدة تؤهلهم لما هو بعد الحياة,والسياسة رؤية سياسية وبرنامج له أهداف وآليات تحقق هذه الاهداف من أجل سعادة الانسان وتقد الاوطان .
وعلى ذلك قد وجدنا جماعة الإخوان قد ضربوا المثل الأمثل لهذا الفشل حيث قدموا أنفسهم بأنهم حُماة الدين ومطبقى شريعته والمحافظين عليها وكان لهذا سحر لدى المتدينين لا شك فيه.
ولكن لم يتواز مع هذا أى رؤية أو برنامج أو أليات او خبرة سياسية توصف الواقع بمشاكله حتى تؤجد الحلول الصائبة لحل هذه المشاكل . فبعد وصولهم للحكم انكشف المستور ووضحت الصورة للمواطن المتدينين الذى يدرك جيدا أن الدين جاء لسعادته وليس لشقائه. وكان الفشل وسقطت الجماعة.
ولذا جاء دستور 2014 ليضع حدا لهذه الازدواجية التى تٌسيء للدين وتُفشل السياسية .فحظر قيام أحزاب على أساس دينى مع عدم تدخل المؤسسات الدينية فى السياسة. فهل يُدرك الرئيس القادم خطورة هذه القضية؟ وهل لديه الآليات لتحقيق هذا من خل تشريعات قانونية تحسم هذه القضية؟.
وهل هناك خطة لاستحداث خطاب دينى يوضح خطورة خلط الدينى بالسياسى على كل منهمنا خاصة أن المواطن مازال تحت تأثير هذا الخطاب الحالى الذى يعطى مساحة خطيرة للمتاجرين بالدين لما للدين من تأثير على المصريين؟ وما رأى الرئيس القادم فى سلوكيات حزب النور ودعوته السلفية عندما أعلنوا تأييدهم لأحد المرشحين باعتباره متدينا أى أن الاختيار _إذا كان جادً وصادقاً_ كان على أساس الخلط بين الدينى والسياسى؟.
وما الرأى فى رجال الكنيسة الذين أعلنوا انحيازهم لأحد المرشحين فى مظهر يؤكد أصرار هؤلاء الذج بالكنيسة فى معترك السياسة الذى يجب أن تبتعد عنه لصالحها ولصالح الوطن,, اليس هذا خلطاً للدينى بالسياسى؟.
نعم فى إطار المنافسة ألانتخابية يسعى المرشحون لاستدراج الجميع لصفهم. ولكن هذا لن يمر دون حساب ودون طلب مقابل خاصة أن النور أثبت بالفعل أنه يراوغ بكل الطرق حتى يحصل على مقابل برلمانى يمكنه من المشاركة الفعلية فى حكم مصر بديلاً عن الآخوان وبأسم الدين.
الموقف خطير والوطن فى مرحلة انتقالية مفصلية ,المواقف لا تحتمل أنصاف الحلول .ولا حل غير المواجهة باسم الشعب ولصالح الشعب حتى تكون وتظل مصر لكل المصريين بلا تفرقة لأى سبب.