سيوة تحتفل بأعياد الحصاد والليالي القمرية أعلى جبل الدكرور

في الليالى القمرية في شهر نوفمبر من كل عام وعند اكتمال القمر ، تشهد واحة سيوة بمطروح
احتفالات أهالي الواحة
بعيد الليالي القمرية أو "عيد السلام" ، الذي يتزامن مع بداية موسم حصاد
البلح والزيتون بالواحة.
فقد اعتادت الطريقة المدنية الشاذلية الصوفية
بمدينة سيوة إقامة احتفال سنوي كبير بمنطقة
جبل الدكرور ، لكنها ألغت الاحتفال الكبير هذا العام نظرا للظروف التى تمر
بها البلاد ، واكتفت بالاحتفال الشعبي مع أهالى سيوة أعلى جبل الدكرور .
تبدأ
طقوس الاحتفال بصعود أهالي سيوة، شيوخا وشبابا وأطفالا ونساء ، أعلى جبل
الدكرور ، تاركين منازلهم، حيث يجتمعون على مائدة واحدة ،
و يحمل كل شيخ قبيلة مائدة من الطعام على رأسه ليقدمها لكل الناس، لا فرق
بين غني وفقير،
ولا يبدأون في تناول الطعام قبل إطلاق إشارة البدء من شخص يسمى
القدوة يجلس في
أعلى مكان على الجبل.
يقول الشيخ عبد الرحمن الدميري ممثل الطريقة
المدنية الشاذلية بسيوة إن الطريقة المدنية الشاذلية الصوفية بمدينة سيوة
اعتادت إقامة احتفال كبير بمنطقة الدكرور تزامنا مع بداية موسم حصاد البلح
الزيتون بالواحة حيث تبدأ الاحتفالات والأناشيد لأهم عيد في
سيوة وهو عيد
السياحة او عيد السلام او كما يطلق عليه الأهالي عيد الليالي
القمرية .
وأضاف أن السبب فى إحياء أهالي سيوة هذا الاحتفال يرجع إلى التصالح
الكبير بين السيويين
الشرقيين والغربيين ، والذي كان الفضل فيه للشيخ احمد الظافر
المدني الذي صاهر
بين الشرقيين والغربيين ليسود التسامح وتذهب الخلافات، ومن هنا
اتخذ هذا اليوم من
كل عام ذكرى طيبة للاحتفال بعيد السلام كعيد قومي للواحة.
وأوضح أن
الاحتفالات تستمر لمدة ثلاثة أيام فعندما
يحل مساء اليوم الأول للاحتفالات يجلس شيوخ القبائل يروون قصص
البطولات والتصدي
للغزاة وأمجاد سيوة القديمة ، ويروون أشهر قصة تصالح وهو التصالح
الكبير بين
السيويين الشرقيين والغربيين.
وفي "يوم
المصالحات" تعقد المصالحات لإنهاء الخلافات بين القبائل، وبعد
التصالح يتناول
الجميع الغذاء، دليلا على انتهاء أي خصومات وقعت على مدار العام.
وفي اليوم الثالث
يرتدي شخص جلبابا أبيض ويطوف على المنازل ليأخذ من كل بيت شيئا يؤكل، ويتم عمل وليمة كبيرة يتجمع
الأهالي لها مرة أخرى؛ تأكيدا للتصافي والتسامح، وتسمى هذه الوجبة "النفحة" .
واوضح
الشيخ عمر راجح من مشايخ سيوة أن فجر اليوم الأول يبدأ الطهاة فى طهى لحوم
الخراف التى تم ذبحها ، وتستمرعملية الطهي حتى صلاة الظهر ، وفى منتصف
الجبل يتم
تجهيز حولى ألف إناء يوضع بها الطعام ، وتسمى ( القصعة) ، و بعد تجهيزها
يتعاون الشباب والشيوخ جميعا فى تجهيز الطعام ليجلس جميع أهالي الواحة بشكل
دائري على مجموعات ، تتكون كل
مجموعة من 5 أفراد ، وفى وقت محدد يتم
الإعلان عن بداية تناول الطعام فى وقت واحد.
وأضاف أن هذا الاحتفال يشهد اجتماع الشيوخ وحل
جميع المشكلات والخلافات والاحتفال بالزفاف والمصاهرات بين العائلات ،
بالإضافة إلى إقامة حلقات الذكر والأناشيد الدينية ، وفى آخر يوم يجتمع
الجميع بملابسهم
البيضاء المكتوب عليها آيات قرآنية ويسيحون وسط الواحة ينشدون إيذانا
بانتهاء
الاحتفالات ونبذ أى خلاف.
وأكد مهدي الحويطي مدير تنشيط السياحة بسيوة أن هناك إقبالا كبيرا من السائحين لمشاهدة عيد
السياحة بسيوة، حيث بلغ عدد السائحين العام الماضى نحو 30 ألف زائر وسائح ليشاهدوا هذه الطقوس السيوية العريقة
، ووصلت نسبة الإشغالات بالفنادق إلى 100% ، ولكن هذا العام نظرا للظروف التى تمر به
البلاد فقد بلغ عدد السائحين 5 آلاف سائح ووصلت نسبة الإشغالات إلى حوالى 20% فقط.
وأشار
علاء عبد
الشكور مدير عام السياحة بالمحافظة أنه بناء على تعليمات المحافظ تم إلغاء
المظاهر الرسمية للاحتفال بأعياد السياحة وعدم مشاركة المحافظة فيه فقد
كانت
المحافظة تشرف على برنامج الاحتفال بهذه
المناسبة ، وكان يشمل عرض أفلام تسجيلية سياحية ، بالإضافة إلى تنظيم
مسابقات ترويحية وسباق جري بجبل الدكرور ، وكذلك تنظيم مهرجان
للدراجات بين الأجانب وأهل سيوة إلى جانب
تنظيم حفل تحييه فرقتا مطروح وسيوة للفنون الشعبية .